لست هنا في معرض الدفاع عن النزوح اللا شرعي والاخلال بالأمن، ولكن لا يمكن فصل مشاكل النزوح عن انهيار النظام والبلد بسبب فساد الحكم بكل مكوناته.
هناك كما يقال، نحو مليونين سوري، وحصلت سرقات وتعديات، ولكن هل سرق السوريون الودائع في البنوك؟ طبعا لا، سرقها لصوص المصارف والحكم اللبنانيون....
هل سرق السوريون أملاك اللبنانيين واحتلوها؟ طبعا لا، ولكن انتشر اغتصاب واحتلال أملاك الناس من شقق ومحلات من قبل لبنانيين، اولاد البلد، مستغلين غياب الدولة و فسادها وغياب القضاء وحماية بعض النافذين لهم، ليرفضوا ترك العقارات و المغتصبات....
يجب التنبيه هنا أن معالجة النزوح السوري الصحيحة لن تتم ولن تنجح طالما أن نظامنا فاسد و دولتنا منهارة.... والسبب يكمن في الأطماع الشخصية واستغلال المناصب.
معظم ممثلي الشعب على مختلف الأصعدة عندهم أفضلية واحدة وهي ديمومتهم وبقاءهم وولاءهم لمن يمدهم. وآخر همهم حياة ومصلحة الشعب.
مشاكل النزوح كما باقي المشاكل كلها ناتجة عن فساد البلد والنظام ولا يمكن عزلها.
قبل أن ننجر إلى صب جام غضبنا وحقدنا على السوري، يجب أن نعترف أن رزقنا السايب علم الناس الحرام، ولصوصنا الذين ما زالوا يسرحون ويمرحون هم أصل المصائب....
اليوم دولة تصريف الفساد سعيدة بالتسول لدى الأوروبيين... مليار يورو... تسيل اللعاب... تفه عليكم وعلى شرفكم الوطني.... المال الحرام ملأ أفواهكم حتى عجزت عن كلمة حق. الشعب لم يعد عنده مخرج ولم تتركوا له باب نجاة....
كان الله في العون....
جعفرقرعوني