يؤلمني جدا أن أعود يوما ولا أجدك يا أخي الكبير وجار الرضا يا محمود، وقد كنت أهلا لهذا الإسم فأنت محمود السيرة عند كل من عرفك.
هل أبدأ بمحلك الملاصق لبيتنا الذي افتتحته وانت في بداية شبابك وكنت في الخامسة من عمري، يوم رسمتني على الحائط بجانب المحل.
ولكن دعني أذكر والدك المرحوم الذي كان يضيء المشاعل في ليلة المولد النبوي ويضيء ألف شمعة في قلوب الأطفال. لم يكن خطيبا ولا نافذا ولكنه امتلك قلوب الأطفال.
لم تكن يا محمود فقط رساما، ولكنك كنت بلا منازع خبير الخط العربي العارف بعدة أنواع منه. وكانت ارمات المحلات الانيقة تشهد على فنك وذوقك، وكذلك في كل مناسبة وطنية، كانت لافتاتك تظلل الجماهير في المسيرات الوطنية، خاصة عند رحيل زعيم العروبة الخالد جمال عبد الناصر، الزعيم الأممي الذي مازال يحيا في القلوب والحناجر.
كيف ننسى دعايات السينما او الكلشيهات الت كانت تعرض قبل عرض الأفلام وكانت الوسيلة الوحيدة للدعاية.
وعندما بدأت التصوير أصبحت مطلب الجميع لإتمام الفرحة في كل زفاف، تلك الفرحة التي غيبها عنا شبح الموت والقهر الذي صبه الزمان علينا.
أذكرك وأنت تقوم بكل جزء من عملك بنفس الاتقان، وكنت استمتع بمشاهدة ما تنجزه يداك من قطع جمالية. ولا أبالغ أبدا اذا قلت أنك كنت ملهما لكل من عرفك وقد تعلمت منك حب الاتقان والصبر.
رحمك الله أيها الإنسان والفنان والصابر، ومهما قلنا فيك سنبقى مقصرين. فقط أحزن لفقدك يا جار الرضا.... ألف رحمة عليك...
جعفرقرعوني