احتفلت ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية بتخريج طلابها "الدفعة التاسعة والثلاثين " من الصفوف المنتهية تحت عنوان " ريادة واناقة" برعاية رئيس رابطة آل الزين في لبنان الاستاذ سعد الزين، وبحضور النائبين هاني قبيسي والدكتور ميشال موسى، علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، محمد حجازي ممثلا النائب ناصر جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب جوزيف سمعان، رئيس جمعية تجار النبطية موسى الحر شميساني، مسؤول مكتب مخابرات الجيش في النبطية العميد الركن علي اسماعيل، رئيس مكتب امن السفارات في النبطية الرائد عباس عنيسي، المسؤول التربوي لحركة امل في اقليم الجنوب الدكتور عباس مغربل ، رئيس الإتحاد العالمي لأندية اليونيسكو والتجمعات و المراكز الثقافية الدكتور مصطفى بدر الدين، مسؤول وحدة الانشطة الرياضية والكشفية في النبطية عبدالله عساف، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في اقليم الجنوب المهندس علي حسن، مدير ثانوية الصباح الرسمية عباس شميساني والناظر العام محمد معلم ،وشخصيات واهالي.
توما
بعد دخول موكب الطلاب المكرمين، ثم النشيد الوطني افتتاحا، قدمت فرقة الثانوية للفنون لوحات فولكلورية وفنية ودبكة، ثم ألقت رئيسة الثانوية الام ماري توما كلمة قالت فيها: تغمرني السعادة في هذه الأمسية المباركة، تنتابني مشاعر رائعة وقد امتزج فيها لحن الفرح، بأحاسيس الفخر. فالفرح كبير بتخرج كوكبة من تلامذتنا يلتحقون بأفواج عبرت، وقد انتشت النفوس قيماً وأخلاقاً، كما امتلأت الجعب علماً وأدباً. أما أحاسيس الفخر فتتجلّى بأسمى معانيها مع راعي احتفالنا الدكتور سعد بك الزين خريج ثانويتنا وصديقها . إنه القدوة والمثال لهم، وقد حمل فوجهم شعار ريادة وأناقة مع كل ما يحمله هذا الشعار من معانٍ سامية. فالريادة هي روح المبادرة، هي الشعور بالتفوق، هي الثقة العالية بالنفس، والاندفاع للعمل، والتفاؤل، والإبداع والابتكار. أما الأناقة ومع سعي الجميع لسحرها، فهي الرقي والسموّ ، هي أناقة الفكر مع طيب اللسان هي أناقة العقل القلب، مع عزّة النفس وغنى الأخلاق.
وقالت: وتستمر المسيرة في هذا الصرح الكبير، عمادها محبةوطنية صادقة، وهدفها التربية على القيم والمبادئ وشعارها لهذا العام التربية المتكاملة ، قوة تغيير المجتمع، وذلك بإصرارنا على استمرار الرسالة والتطور، وبناء الإنسان، وتغيير المجتمع في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
واردفت: من يزرع بالبركات، فبالبركات يحصد، والذين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج ، وها نحن اليوم نجني حبّات الخير التي زرعناها، نتشارك معاً فرحة انتظرها أبناؤنا فرحة، تعاهدنا وتكاتفنا وعملنا جميعاً من أجل تحقيقها. وها هو الحلم صار حقيقة. لقد أثمرت الجهود، وأينعت الثّمار وحان القطاف.
وختمت : أعود الآن لفرح المناسبة فأقول لخريجاتنا وخريجينا، صحيح أن هذا اليوم هو الأسعد بين أيامكم، إنَّه نقطة انطلاق نحو آفاق رحلة الحياة. فانطلقوا إلى جامعاتكم التي اخترتم، وحققوا فيها أحلامكم وطموحاتكم ولكن لا تنسوا ثانويتكم وما زوّدتكم به من قيم ومعرفة ومهارات. ازرعوا في الأرض حباً أينما كنتم لأنّ من يزرع شراً يحصد ندامة. ولا تستهينوا بطاقاتكم، ولا تقنعوا بالبسيط من أحلامكم وعهدنا بكم أن تحافظوا على الوطن.
الزين
وكانت كلمات لطلاب ولرئيس لجنة الاهل ، ثم ألقى راعي الاحتفال سعد الزين كلمة قال فيها :
مدرستي إنه لمن دواعي سروري وفخري أن اكون واقفاً معكم اليوم في حفل تخرجكم هذا، فعندما سألتني رئيسة الثانوية الأم ماري توما وطلبت رعاية هذا الاحتفال ساورني شعور الفخر والاعتزاز كما التواضع حيث عدت الى رحلة ومشوار السنين الطويلة التي قضيتها في هذه المدرسة الكريمة التي حضنتني حينما كان عمري لا يتعدى السنتين فأتيت الى ربوعها بسبب مرض والدتي وأقمت في القسم الداخلي للمدرسة لسنوات قليلة وترعرت في كنفها ونشأت على قيمها ومبادئها وعلى مقاعد دراستها حتى المرحلة المتوسطة حيث أجبرتني كما الكثيرين الاعتداءت الاسرائيلية السافرة آنذاك وكما اليوم، على مغادرتها، لكنني بقيت اتردد اليها حتى يومنا هذا حفاظاً ووفاءً لكل ما اعطتني واغنتني به مدرستي ، و ها أنا اليوم اقف بينكم طلابي الاعزاء بدعوة كريمة وعزيزة محتفلاً بكم ومعكم ومع اهلكم الكرام والحضور الجميل والمحب وشعوري بينكم ليس كراع لهذا الاحتفال بل مثلكم كخريج من خريجي هذه الثانوية الغراء، فشكراً لك مدرستي وشكراً لمنحي وسام الرعاية الرفيع لاكون معكم وبينكم في هذا ليوم العزيز على قلوبكم وقلوبنا جميعاً.
وقال: اما انتم ايها الاهل الكرام، فأنتم السند الكريم والسند المتين، وأنتم العين التي واكبت رحلة احبائكم لأكثر من خمسة عشر عاماً والتي كانت مليئة ïلعطاء والتضحيات والتوجيه فواكبتم رحلتهم المدرسية حتى وصولهم الى هذا اليوم الكبير، يوم الحصاد وقطف الثمار، ليقفوا امامكم بكل عرفان واعتزاز فيشكروا لكم تضحياتكم ويعلنوا لكم بكل فخر انتهاء مرحلة دراستهم الاولى ليبدأوا مرحلة دراسية جديدة، والتي هي اكثر فعالية وحساسية واكثر مسؤولية تطلباً لرعايتكم وقربكم ومساعدتكم.
ودعوتي هذه ليست مبنية فقط على كوني أبا عاصر رحلة اولاده المدرسية والجامعية والتخصصية والعملية، بل من خلال تجربتي الانية وعملي في الجامعة اللبنانية الامريكية LAU وتواصلي القريب مع العديد من الطلاب والاهل والخريجين. فمن على هذا المنبر أدعوكم واحثكم، ايها الاهل الكرام، ان تبقوا بالقرب من ابنائكم وعلى تماس معهم ومواكبتهم في المرحلة الجامعية الحساسة حتى الوصول الى بر الامان والانطلاق الى المرحلة العملية بنجاح وسلام إن شاء الله تعالى.
وتوجه الى الطلاب فقال: هنيئا لكم هذا الإنجاز وهذا النجاح. وتهنئتي لكم ليست محصورة بهذا التخرج وحسب، بل لحصول دفعتكم على هذه الميزة الجميلة، الرياد ة والاناقة. فكمكان فخري كبيراً عندما أوضحت لي الام ماري توما سبب هذه التسمية الرائعة وهو انتم، بجهدكم، وتعبكم، واخلاقكم العالية، وقيمكم الرفيعة، وتفاعلكم الريدي مع ادارتكم واساتذتكم وبين بعضكم البعض لترك بصمات ايجابية وبصمات فرح وفخر واعتزاز لتبقى في ذاكرتكم كما في سجل مدرستكم، وتبقى مشعلاً
يقتدي به زملاؤكم من بعدكم. فيا اصحاب الريادة واصحاب الاناقة، مبارك لكم تفانيكم في عملكم وجهدكم في دراستكم حتى حصدتم نجاحكم وزرعتم الفرحة في قلوب ابائكم وامهاتكم فألف تحية والف وردة لكم ولهم، ولنصفق معاً اولاً لعطائهم وتضحياتكم .
وقال: وقبل أن أختم أود مشاركتكم الآتي: شكراً على صفة الدكتور، رغم أنني مازلت حتى اليوم على المقاعد الدراسية وأنهي رسالة الماجستير في جامعتي LAU بالعلاقات الدولية ولم أحصل بعد على شهادة الدكتوراة، ولكن بسببكم وبسبب نص دعوتكم "تورطت" فإن شاء الله سأعمل جاهداً على أطروحة الدكتوراة وهذا دليل قاطع على أن العلم لا يتوقف. فكلما ازددنا علماً وثقافةً ومعرفةً إزددنا تطوراً وتقدماً ومواكبةً لتقدم اجيالنا وعصرنا.
أما النقطة الثانية، فاسمحي لي حضرة الرئيسة أن أطلق ومن على منبركم هذا مشروع صندوق الخريجين لدعم الطلاب. حيث نعلم جميعاً حجم الصعوبات والضغوطات المالية والاقتصادية التي نمر بها ، ولعل هذا الصندوق يكون رافداً داعماً ومسانداً لطلابنا. على ان تبقى آلية استعمال هذا الصندوق من خلال لجنة مختصة تقررها ادارة المدرسة.
بعد ذلك قدمت توما درعا تقديريا للزين ، ثم وزعا شهادات تقديرية على الطلاب المتخرجين.