رئيس "القومي" على رأس وفد من القيادة يضع أكليل زهر على ضريح سعاده في ذكرى استشهاده
عشية الثامن من تموز ذكرى استشهاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده ألـ 75، زار وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي يتقدّمه رئيس الحزب الأمين أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت ونائب رئيس الحزب ـ رئيس مجلس العمد الأمين وائل الحسنية وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين، ضريح سعاده في مدافن مار إلياس بطينا، حيث تم وضع إكليل من الزهر على الضريح وأدى المشاركون التحية الحزبية.
وشارك في زيارة الصريح إلى جانب قيادة الحزب جمع من القوميين وفصائل رمزية من نسور الزوبعة والأشبال.
وبعد أن وضع رئيس الحزب والقيادة المركزية أكليل الزهر، ألقى عميد الداخلية الأمين رامي قمر كلمة جاء فيها:
أي ُحُبٍ، أيُ عشقٍ، أيُ إيثار،
أيّ رسمٍ للبدايات، وتأكيدٌ للمسار،
أيُ خاتمةٍ كتبتَها بصدقِ اليقين،
أيُ صدقٍ للنبوءة، حين جعلتَ فناء الجسد شرطا للإنتصار.
يا زعيمي.. فكرُك باق في اجيال تولد بعدَك كلَ يوم، وقد تجسَد بحزبٍ رسمتَ مبادئه بيقين القضية، فكان القوميون، في محطات التاريخ، صناعا لمساحات العز فيه،
هو الحزب فكرة وحركة، الفكرة معرّف باعثها، والحركة مسبوك مسارُها لا يتوهُ عنها المؤمنون، فوهجُ الدماءِ خالدٌ لا يزول،
بهديك كنا ولا زلنا في أهم المحطات، الفداءُ ديدنُنا ونهجُنا، كتبتَه يا زعيمي بدمائك، أبجديةً من نور ونار، نور تهدي أبناء الحياة، ونار يستعر لهيبها انتصارا للحرية والواجب والنظام والقوة، لـ "أمة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس"، أمة حية لا تزول...
فأي استشرافٍ لنهضةِ أمتِنا، ومكامن الخطر على وجودها،
أي صدفة، جمعَت بين استشهادك ونشوءِ كيانِ الخطر الداهم الذي حددّتَه، خطر على ديننا وحقنا وأرضنا، غدّة سرطانية تتمدد كل يوم،
اي خيار أردتَنا فيه أقوياء وحسمت باليقين شروطَ المعركة، ان الانتصار الحقيقي يتولد في النفوس، فكان فكرُك أساسَ الثورةِ والمقاومة، وكنا روادَها وطلائعَها،
هي الكلمةُ ، وقفتَ تُعلٍنُها،
هي البطولةُ المؤمنةُ المؤيدة بصحة العقيدة، تجسدت بك، هي وِقفةُ العزِّ اقترنت بك، فكان استشهادُك شهادةَ حقٍ لقضيةٍ آمنت بها وعملتَ لها، واستشهدت من أجلها ..
وانتصَرْتْ.
أي انتصار ٍ حملت تموزَ
وأي اعتذار..
فيا خجلَ النخوةِ والمروءةِ، يومَ حل الصمتُ والتخاذلُ، ويا خجل التاريخِ حين شهد اغتيالَك بصمته.
يا زعيمي،
سيرتُكَ قضية
نهجُكَ خيارٌ،
ودمُك أمانةٌ نحملها وشهادتُك تجسيدٌ للكرامة ووقفات العز،
يا صانعَ العهدِ الجديد، عهدُ قيامة ِالأمة.
حددت المنطلق والاتجاه، لنكون أقوياءَ فتسير بنا الى النصر..
دماؤك تتلو علينا يقينَ الواجب، أن ماذا فعلنا، وماذا نحن فاعلون، والجوابُ معلقٌ في الأعناق، ومع الأيادي المرفوعةِ لتحيا سورية، والإرادةِ الفاعلة والعملِ الدؤوبِ والحثيث، لكي نكون دائماً ضمن حيز الفعل المجدي موحدين وفاءا لك، وإنفاذا لمفاعيل قسمٍ اديناه، يتجسدُ فعلاً يكسرُ دائرةَ الجمود ويفتح مساحات التلاقي لنكون معا في رحاب النهضةِ جنودا لعز الأمة ونهضتِها.
يا زعيمي أقبلت على الشهادة مدفوعا بفعل قوةِ الزخمِ المحتشدِ في نفسك الأبية وشموخِ كبريائك المعمدِ بالعز والكرامة... فأنت لست عابرا في الزمن بل مقيمٌ بفعل التأسيس لحظةَ البدء ومتجذرا بيقين خلاص هذه الأمة ، أمةٌ جريمتُها أنها أضاءت الكون حضارةً ونورا .
دماؤك يا معلمي لم ولن تجف، فهي صاغت فعلَ البطولة جهادا ومقاومة، ثابتون في ساح الجهاد، ولم نغادرْها حتى نعود، انما حزبَك كان على الدوام وما زال في عين عاصفة الاستهداف، وفي كل مفصل يتهدد بلادَنا وشعبَنا، يكونُ حزبُنا أولَ المستهدفين.
نحن أبناء مدرستك، نؤمن بأن "الحياة لا تكونُ بلا صراع" لذلك، نحن ثابتون فكراً ونهجاً، لن نحيدَ عن بوصلة الصراع، انتصاراً لفلسطينَ جوهرِ قضيتنا، وللبنانَ والشامَ والعراقَ ولكلِ أمتِنا.
وعهدُنا على الدوام، بأن نستمر َعلى طريق الصراع، لمحقِ "الدولة اليهودية" التي تشكلت زرعاً اصطناعياً على ارض فلسطين، ولدحر كلَ احتلال عن ارضنا ولوأد كلَ ارهاب يعيث قتلاً وخراباً، ولمحاربةِ الطائفية والمذهبية والتخلص من الأنظمة العميلة التي تآمرت عليك وعلى حزبك.
ولك يا زعيمي منا كل الوفاء .. ثابتون على ما اقسمنا.. ثابتون على العهد ما دام النبض في الشرايين.