
على مدى اشهر من الاعتداءات والقصف، سقط في الجنوب اللبناني العديد من الشهداء من الاخوة السوريين النازحين، ارتقوا بصمت، وبعضهم لم نعرف اسماءهم حتى، لم نرَ من يبادر الى تكريمهم في موتهم او تأدية الواجب مع اخوة لنا ارتقوا على ارضنا فتعانقت دماؤهم مع دمائنا، حتى جاءت بلدية البستان الجنوبية الحدودية، الصغيرة بحجمها، الكبيرة بموقفها واخلاقيات رئيسها واعضائها، لتعطي للجميع درساً في الوطنية وفي القومية...
منذ يومين استهدفت الطائرات الاسرائيلية ارضاً زراعية في ام التوت الحدودية مما ادى الى استشهاد ثلاثة اطفال من الجنسية السورية هم جان شاهين جركس، محمد شاهين جركس، خليل محمد خليل، وهم يقيمون مع عائلاتهم في المنطقة ويعمل اهاليهم في الزراعة هناك.
الاطفال الثلاثة بحسب ذويهم ولدوا في لبنان بعد النزوح ولم يغادروا المنطقة لان رزقهم وعيشهم معتمد على عملهم في هذه الاراضي الزراعية، وشاء القدر ان يستشهدوا فيها ايضاً.
بلدية البستان بشخص رئيسها الاستاذ عدنان الاحمد بادرت الى اصدار بيان رسمي نعت فيه الاطفال الشهداء الثلاثة ودعت الى تشييعهم في مسجد القاسمية شمالي صور، كما دعت الى تقبل العزاء بالشهداء في تجمع البنايات الجديدة في القاسمية، وقد تعاملت مع البلدية مع الشهداء كما لو انهم من ابناء البلدة ومواطنيها، في موقف وطني وقومي يقدر عالياً لها ويدلل على قناعات قومية ورؤية سليمة وادراك رفيع.
البستان، بلدة صغيرة في اقصى الجنوب اللبناني تتلاصق اراضيها مع اراضي فلسطين المحتلة، تعطي ببضعة كلمات سطرتها في بيان، درساً في الوطنية والقومية ولتؤكد ان الوحدة والتلاحم بين الشعوب العربية هو الطريق الى النصر ....

