بقلم الأستاذ عدنان ح. أبو خليل
وطن المعاناة والمحن: لك منا كل الدماء والقُبل
عندما اضحى العيش فيك صراع واشواق
وأيامك نكسات تلاحقك ويطاردك الغراب
وتخاذل الأحبة في نصرتك وهاجرك الرفاق
وطال حزنك وإتسعى لما بعد الهضاب
بقي دفئ بحرك وهواك يلفك من دون فراق
وبقيت التضحية مغروسة في عروقك وفي التراب
وكلما إزداد الشقاق وإشتدت حبال الخناق
تجاوزت الموانع وتخطيت العوائق وكل الصعاب
ففي الليالي الدامسة وفوقك الضباب والغبار
نرى الانوار تشع في العيون والقلوب دون إنكسار
وعندما ينحدر منسوب الأمل فيك ويلامس السراب
تنفجر من باطن أرضك الملاحم التي يسطرها الكبار
فأنت، وإن كنت وطن المحن والقهر والعذاب
فأنت، وإن كنت في قلق دائم واضطراب
فأنت ، وإن كانت تحيط بك الحناجر والحراب
وكل أشكال الدسائس ووسائل قطع الرقاب
فالذي بعزه الذي لا يرام
وبملكه الذي لا يضام
تبقى وطن الشهامة والعزة والكرام
وتبقى تتوق دوما" إلى إحقاق الحق وإشاعة الوئام
وتبقى هكذا الى اليوم الذي يصحى فيه الضمير ويعم الأمن والسلام
وستبقى الروح للجسد
وستبقى أغلى من الولد
وستبقى الأمل والسند
فيا وطن المعاناة والمحن
منا لك كل الدماء والقُبل