يا وجع القلب !..
يوقظ النّائم من عمق الوسن
بيروت يا غيمة نديّة جاءت من خلف تلال الجنوب
تسقي إكليل الزّهور فوق مذابح الأبطال والأطفال
بيروت غنّت للوجع..
كيف نزعوا عن وجهك كلّ الجمال؟!..
ونثروا الحرائق في وجه اليمام
كان اليمام يبحث عن مأمن دافئ كي يستريح
بعيدًا من أمّة نامت في سبات عميق
كانت بيروت الختام
بيروت واليمام صوت واحد للسّلام
تؤذّن للفجر من ضوء خاتم لا ينكسر ..
رجالها يصلّون بعشق كلّ الحبّ..
رجالها أقوى من الأسود
إيمانهم أقوى من سلاحهم
أدّوا واجبهم بالتّمام
نطقوا بجواهر الكلام
مهما وصفنا تضحياتهم
فهي دون المقام
ينساب شعاع الأمل من أكفّهم
بنصر محتّم..
ستزهر دماؤهم
بين الحقول نبتًا يداوي جفاف الأيّام
غابت صورهم..لا وألف لا..
هم حاضرون بمواقفهم فوق القمم
هم قول وفعل وصدق وسع المدى
لأجيال تأتي من بعدهم كسلال ورد
لن يركعوا..لن يسقطوا..
بيروت طفلة حرّة على أرض البتول
لن تجعل الغزاة تطأ شبرًا من أرضها
هي جزء من أرض العرب..
هي قلب الأرض منذ الأزل..
تمنح عصافيرها حبًّا وحنطة وماء لكلّ الفصول ..