وكأنه لم يكن ينقص العائلات الجنوبية النازحة مع اطفالها من قرى وبلدات الجنوب اللبناني هرباً من القصف و الغارات الا ان يعلقوا على الطرقات ويتجمدوا مع اطفالهم لساعات داخل سياراتهم غير قادرين على التقدم ولا العودة.
تكدس السير وتوقفه بدأ منذ ساعات ظهر امس حيث شن الطائرات الاسرائيلية هجوماً استهدف القرى والبلدات الامنة مدمراً البيوت فوق سكانها المدنيين ومرتكباً مجازر مروعة في اكثر من مكان، ما دفع الاهالي والعائلات الى المغادرة طلباً للامان، ليزدحم السير ثم يتوقف كلياً ولا سيما في الغازية وصيدا.
الكثير من السيارات تعطلت او نفدت من البنزين والاف العائلات التي قضت ليلتها كانت تائهة في كيفية تأمين احتياجات اطفالها الاساسية من ماء الشرب اقله الى الحاجة الى استعمال المراحيض ناهيك عن تسجيل عدة حالات مرضية لاشخاص تعذر نقلهم بسرعة الى المستشفيات .
ورغم العديد من المبادرات الفردية لشبان المناطق التي شهدت زحمة سير من خلال تأمين الطعام والماء والادوية ومستلزمات اخرى للنازحين العالقين على الطرقات الا ان الوضع بقي صعباً للغاية على هؤلاء وبعض الذين انطلقوا من الجنوب ظهر امس وصلوا الى بيروت عند صباح اليوم والبعض لم يزل عالقاً على الطرقات، فيما ورغم المناشدات، لم تستطع القوى الامنية تأمين السير وكذلك العديد من الجهات التي حاولت المساعدة في هذا المجال.
وصباح اليوم لم تزل الطرقات تشهد زحمة خانقة وان بوتيرة اقل من الامس ولكن المعضلة الاساس تبقى في صيدا التي تشكل " عنق زجاجة" على جميع العابرين المرور بها وكذلك منطقة الاولي على امل ان يتمكن المعنيون مع بداية هذا اليوم من تأمين السير وتنظميه بما يكفل مرور العابرين من الجنوب نحو الوطن ....