ظن مجد نضال جمعة، ابن الثمانية عشر ربيعاً، ان الكورنيش البحري لمدينة صور في مأمن من غارات الغدر والاجرام، فجلس مع مجموعة من اترابه يتسامرون في ليل المدينة الموحش التي باتت تفتقد في كل يوم مقومات حياتها وايقاع نبضها المليء بالحب والفرح.
على غفلة، استهدفت طائرات الغدر شقة سكنية على الكورنيش الجنوبي لمدينة صور، تطايرت الشظايا وانهمر الركام ليصيب مجد واصدقائه، الذين كانوا في اسفل المبنى، في اماكن متفرقة من اجسادهم الندية، ولكن اصابته كانت الاخطر حيث اصيب في رأسه مباشرة.
سقط ارضاً ومعه سقطت احلام شبابه بمستقبل افضل، ورأى، فيما هو يحتضر، امنياته واحلامه في الحياة والدراسة وهي ترفرف بعيداً فوق بحر صور الحزين.
في مستشفى جبل عامل في صور بذل الاطباء كل جهودهم لانقاذ حياة مجد الا ان ارادة الله كانت هي النافذة فأسلم الروح صباح هذا اليوم وقد افجعنا وافجع كل من عرفه.
نال مجد " الشهادة" الارفع والاسمى، وعلق على صدره وسام " المجد الابدي" الذي لا مجد يضاهيه شرفاً ورفعة، اغمض ابن الثمانية عشر عينيه ومعها ترك في قلوبنا جرحاً لن يندمل.
وها هو مجد الذي احتفل قبل اسابيع بنيله شهادة الثانوية العامة وكان يعد العدة ليبدأ رحلة دراسته الجامعية قد غادرنا في رحلة ابدية لا عودة منها، الا ان مستقرها هو غاية المقصود ومنتهي الاماني والاحلام ... فهنيئاً لك كل المجد يا " مجد" ...