الخميس 12 كانون الأول 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
آخر الأخبار

"لحل الأزمة النووية"... رسالة من إيران إلى "الغرب"

ياصور

أفادت تقارير دولية بأن إيران أبدت استعدادها لحل الأزمة النووية مع الغرب، وذلك من خلال رسالة نقلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا). وبحسب المصادر، فإن طهران أبدت استعدادًا للتعاون بشكل أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف إزالة أي غموض يحيط ببرنامجها النووي، وهو ما قد يفتح الطريق أمام انفراجة في المفاوضات التي شهدت تعثرًا في السنوات الأخيرة.

لكن إيران ربطت هذا التعاون بشرط رئيسي، وهو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أكد في تصريحات له أن طهران ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن هذا التعاون يجب أن يتم في إطار رفع الضغوط الاقتصادية الغربية. من جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن بلاده لن تخضع لأي ضغوط خلال المفاوضات، مؤكدًا أن إيران لن تتنازل عن حقوقها النووية المشروعة.

وفي الوقت نفسه، صرح رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، محمد إسلامي، بأن إيران على استعداد لاتخاذ "إجراءات حاسمة" ضد أي محاولات لتقييد قدراتها النووية. تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث يواصل الغرب ضغوطه على طهران للتوصل إلى اتفاق يكفل عدم تطوير إيران لأسلحة نووية.


من ناحية أخرى، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضرورة أن تقدم إيران توضيحات بشأن بعض الأنشطة النووية التي لا تزال غامضة، مشيرة إلى أن طهران يجب أن تكون أكثر شفافية بشأن تخصيب اليورانيوم وأماكن تخزينه. وأكد رافاييل غروسي أن الوكالة ستواصل مطالبة إيران بالكشف عن تفاصيل إضافية حول مواقعها النووية لضمان عدم وجود أي تجاوزات للاتفاقات الدولية.

في هذا السياق، رأى الأكاديمي الإسرائيلي نائل الزعبي أن التصعيد الإيراني في الملف النووي يهدف إلى تحسين موقف طهران التفاوضي مع واشنطن والدول الأوروبية. وأضاف الزعبي أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أظهرت أن إسرائيل ستظل في حالة تأهب لمواجهة أي تهديدات نووية من إيران، مؤكّدًا أن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة إذا شعرت أن طموحات إيران النووية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها.

أما بالنسبة للموقف الأمريكي، فقد أشار الزعبي إلى أن عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض قد تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، وهي سياسة تعتمد على فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران. وأوضح الزعبي أن إسرائيل تأمل أن تتبنى الإدارة الأمريكية الجديدة موقفًا صارمًا تجاه طهران.

ورغم التصعيد الحالي، أشار الزعبي إلى أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ممكنة إذا توفرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف. ومع ذلك، حذر من أن الجمود الحالي قد يؤدي إلى مزيد من التعنت من جميع الأطراف، ما قد ينذر بتصعيد أوسع في المنطقة.

تم نسخ الرابط