في ظل المنخفض الجوي الشديد البرودة الذي يسيطر على لبنان، أكّد المتخصص في الأحوال الجوية، الأب إيلي خنيصر، أن "لبنان يشهد حالة جوية استثنائية ونادرة الحدوث في هذا الوقت من العام، مع موجات قطبية تضرب البلاد خلال الأسبوع الأخير من تشرين الثاني، وهي ظاهرة لم تتكرر منذ ما يقارب ثلاثين عامًا".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أوضح خنيصر أن "لبنان شهد يوم أمس الأحد أمطارًا متفرقة في بعض المناطق، وصلت نسبة الرطوبة معها إلى 90%".
وأشار إلى أن "الأجواء استقرت نسبيًا حتى صباح اليوم الاثنين، حيث من المتوقّع أن تبدأ الكتل القطبية بالدخول إلى الأجواء اللبنانية، مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة".
وتوقع أن "تؤثر هذه الموجات بشكل واضح على مختلف المناطق، خاصة في ساعات الليل والصباح الباكر، حيث قد تتدنى درجات الحرارة في المناطق البقاعية إلى ما بين الصفر ودرجتين تحت الصفر، مما ينذر بأجواء شديدة البرودة".
وأضاف أن "الـ"جيت ستريم"، وهو تيار هوائي سريع، يلعب دورًا رئيسيًا في نقل الرطوبة من البحر الأسود باتجاه جنوب تركيا ومن ثم إلى لبنان، ما يرفع نسب الرطوبة بشكل كبير اليوم الاثنين لتصل في بعض المناطق إلى ما بين 90% و99%. وبفعل الرطوبة العالية والحرارة المتدنية ستشهد عدة مناطق تساقطاً للثلوج وبشكل متفاوت".
وأوضح خنيصر أن "من المتوقع أن تشهد مناطق شمالية وبقاعية تساقطًا متفاوتًا للثلوج، قد يتراوح سمكها بين 2 و5 سنتيمترات حسب توزيع الرطوبة. المناطق الأكثر عرضة لذلك تشمل البقاع الشمالي، حيث ستشهد مناطق مثل بعلبك، القاع، الهرمل، والدير الأحمر تساقطًا للثلوج".
وأضاف: "قد تصل الثلوج إلى ارتفاعات أقل من 1000 متر في المناطق الساحلية الشمالية، فيما قد تشهد مناطق البقاع الغربي مثل راشيا نفنفات ثلجية إذا كانت الرطوبة كافية. أما الجبال الغربية، مثل مناطق الشوف، عاليه، المتن، وكسروان، فهي مرشحة لتساقط الثلوج على ارتفاعات تزيد عن 1000 متر".
وعليه، حذر خنيصر من "خطر تكون الجليد على الطرق الجبلية، وخاصة طريق ضهر البيدر، التي ستشهد تساقطًا للثلوج، مما يجعلها عرضة للصعوبة في التنقل خلال ساعات الصباح الأولى وفجر غد الثلاثاء وكذلك مساءً".