الخميس 23 كانون الثاني 2025 الموافق 23 رجب 1446
آخر الأخبار

فضل الله: الوقت حان كي يستقرّ لبنان!

ياصور

ألقى العلامة علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، إضافة إلى جمع غفير من المؤمنين. وتناولت خطبته السياسية عدداً من القضايا المحلية والإقليمية، داعياً إلى وحدة الصف والابتعاد عن الفتن التي تهدد استقرار لبنان والمنطقة.

بدأ فضل الله خطبته بتوجيه وصية مستوحاة من القرآن الكريم.

وأضاف، "إننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى هذا النوع من الكلام، خاصة في ظل الأجواء الطائفية والمذهبية المتوترة التي نعيشها. وعلينا أن نتجنب الفتن التي يراد لها أن تعصف بوحدتنا وتضعف مواقع قوتنا، لنكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات".

تطرق فضل الله إلى العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، حيث قال إن العدو الإسرائيلي "يواصل خرقه لوقف إطلاق النار، سواء عبر استهداف المدنيين أو من خلال الطلعات الجوية التي تجوب المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة وضواحيها".

وأكد أن إسرائيل تمنع الأهالي من العودة إلى قراهم في الجنوب، مشيراً إلى مماطلتها في الانسحاب من القرى التي احتلتها، وهو ما يعيق جهود الجيش اللبناني في نشر قواته هناك.

ودعا فضل الله لجنة وقف إطلاق النار إلى أداء دورها بشكل كامل، مطالباً بتطبيق بنود الاتفاق وعدم التعامل معه بمعايير مزدوجة. وأشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحد من خروقات العدو.

فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، شدد فضل الله على ضرورة الإسراع في رفع الركام من الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع الأقصى، مؤكداً أن العمل يجب أن لا يقتصر على البلديات التي تفتقر إلى الإمكانات المادية والبشرية، بل أن الحكومة اللبنانية يجب أن تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال. ودعا الحكومة إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من أجل إعادة تأهيل المنازل والمؤسسات وتوفير الإيواء للمشردين.

وتطرق فضل الله إلى أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، محذراً من تداعيات استمرار الفراغ على المؤسسات الدولة واستقرار البلاد. وقال: "إن انتخاب رئيس للجمهورية أصبح أمراً ملحاً ولا يمكن تأخيره، ويجب أن يتجاوز الجميع حساباتهم الخاصة من أجل مصلحة لبنان".

ودعا القوى السياسية إلى وضع مصلحة البلاد أولاً والعمل على انتخاب رئيس قادر على قيادة لبنان في هذه المرحلة الصعبة.

كما جدد فضل الله دعوته للبنانيين إلى التمسك بالوحدة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي يعاني منها البلد. وأشار إلى أن لبنان لا يمكنه البقاء بمعزل عن الأحداث المتسارعة في المنطقة، داعياً إلى الابتعاد عن إثارة الحساسيات التي قد تؤدي إلى مزيد من التوترات والفتن الداخلية.

وقال: "لقد تعب البلد من الفتن والتوترات، والوقت حان كي يستقر لبنان ويرتاح من هذه الأزمات، ولا نريد أن يكون صدى للآخرين الذين لا يريدون الخير له".

وفيما يخص سوريا، عبّر فضل الله عن تفاؤله بالتطورات السياسية الجارية في سوريا، التي قال إنها تشهد مرحلة جديدة بعد سنوات من الصراع. ودعا إلى تحقيق السلام والعدالة والوئام بين مكونات الشعب السوري. واعتبر أن سوريا يجب أن تظل دولة رائدة في العالم العربي والإسلامي، وأن تواصل التصدي للعدو الصهيوني وألا تسمح لأي جهة بإضعاف دورها في المنطقة.

وفي ختام خطبته، وجه فضل الله تحية إلى الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يقاوم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأكد أن إسرائيل تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، خاصة من الضفة الغربية وغزة، لخلق وطن بديل لهم في الأردن، وهو ما يجب أن تواجهه الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بكل حزم.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يواصلون مقاومتهم رغم المآسي والكوارث التي مروا بها، مؤكداً ضرورة أن تبقى قضية فلسطين في صلب اهتمامات العالمين العربي والإسلامي.

تم نسخ الرابط