الثلاثاء 25 آذار 2025 الموافق 25 رمضان 1446
آخر الأخبار

تميزت صور عبر التاريخ بحجرها الرملي الفريد الذي تكوّن فيها عبر قرون وقرون من الزمن الغابر، فكان الصوريون يستخدمونه في بناء منازلهم ومتاجرهم واسواقهم وسوى ذلك، فللحجر الرملي جمالية لا تضاهى كما انه متين وقوي ولا يتأثر بعوامل الزمن.

ومع بداية التطور الذي شهده العمران في النصف الثاني من القرن العشرين استعاض الكثيرون عن الحجر الرملي بحجر الباطون الصناعي، وبات وجود الحجر الرملي نادراً ومكلفاً ، فيما ظل بعض الاغنياء والمترفين يستخدمونه في بناء بيوتٍ على الطابع القديم او في عمليات الديكور او التلبيس الخارجي.

وهكذا ظلت مدينة صور بحاراتها القديمة وبيوتها وابنيتها العتيقة محافظةً على طابعها التراثي وظل حجرها الرملي معلماً من معالم اصالتها فمعظم بيوت الحارات القديمة مبنية بالحجر الرملي وكذلك العديد من بيوت حي الرمل العتيقة مبنية بذات الحجر.

في الحرب الاخيرة استهدف العدو بالقصف عدداً من المباني القديمة في المدينة والتي يمكن تصنيفها كبيوت تراثية نظراً لقدمها ولطابعها العمراني، وهذه البيوت مبنية بالحجر الرملي، وقد تناثرت حجارة هذه البيوت في كل اتجاه.

وفي جولة سريعة على عدد من المباني القديمة المدمرة ترى الحجارة الرملية القيّمة متناثرة حولها، وهذه الحجارة مطلوبة بكثرة ولاسيما من قبل الميسورين، ويصل سعر الحجر الواحد منها احياناً الى اكثر من 5 دولارات امريكية.

والمؤسف ان بعض المتطفلين باتوا يضعون ايديهم على هذه الحجارة، بحيث يتم فصلها عن باقي الردميات ونقلها من مكانها دون استئذان اصحابها، وهذا امر غير مقبول على الاطلاق، فحجارة صور الرملية يجب ان تبقى لاصحابها ويجب ان تبقى في المدينة فهي جزء من تراثها.

على امل ان يلتفت المعنيون الى هذه القضية ويعملون على منع التعدي على هذه الحجارة .

 

تم نسخ الرابط