"الأجواء إيجابية"... السفير المصري يتحدث عن "تفاؤل كبير" في لبنان
في وقت يواصل فيه الرئيس المكلف نواف سلام التحضير لتشكيل حكومته، التي تواجه بعض العثرات، وتزامنًا مع المستجدات المتسارعة على الجبهة الجنوبية في لبنان واستمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، يصل إلى بيروت اليوم الخميس وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في زيارة رسمية تهدف إلى دعم لبنان في ظل التحديات الراهنة.
ومن المقرر أن يعقد الوزير المصري سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث سينقل له رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
تأتي زيارة عبد العاطي في إطار سلسلة من الزيارات التي قامت بها شخصيات عربية وأجنبية منذ انتخاب الرئيس عون، وتستهدف تقديم الدعم للبنان في سعيه لاستعادة استقراره السياسي والاقتصادي. وتهدف الزيارة إلى التأكيد على استعداد مصر لمساعدة لبنان في إعادة وضع مسار الدولة على الطريق الصحيح، بما يعزز دوره الطبيعي في محيطه العربي، وذلك من خلال استقراره وازدهاره.
وفي هذا السياق، تحدث السفير المصري في لبنان، علاء موسى، لـصحيفة "اللواء"، مؤكدًا أن زيارة الوزير عبد العاطي هي الثالثة له إلى بيروت منذ تعيينه في منصبه قبل ستة أشهر، مما يعكس اهتمام مصر الكبير بلبنان.
وأضاف موسى أن الزيارة تحمل دعمًا للخيارات السياسية التي اختارها الشعب اللبناني، ممثلة في انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام بتشكيل الحكومة، فضلاً عن دعم مصر لحقوق لبنان المشروعة في الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بشكل كامل.
وأشار موسى إلى أن زيارة الوزير المصري تأتي في وقت حساس، خصوصًا في ضوء التطورات الإقليمية، بما في ذلك سريان الهدنة في غزة والأنباء المتعلقة بـ التغيير السياسي في سوريا. هذا التوقيت يتطلب من الدول المجاورة والمجتمع الدولي النظر بعناية في كيفية معالجة المستجدات على الساحة اللبنانية والإقليمية.
واعتبر السفير موسى أن الزيارة تنسيقية في المقام الأول، بهدف الحوار حول كيفية دعم لبنان في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن اللجنة الخماسية التي تضم عددًا من الدول الفاعلة، ستواصل دعم لبنان اقتصاديًا وسياسيًا فور تشكيل الحكومة اللبنانية وبداية عمل مؤسسات الدولة بشكل كامل.
ردًا على سؤال حول الوضع اللبناني الراهن، أكد السفير موسى أن لبنان يمر بمرحلة انتقالية، مضيفًا أن الأوضاع الحالية مختلفة تمامًا عن الماضي.
وأشار إلى أن هناك تفاؤلًا كبيرًا بعد انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام، حيث تميل الأجواء إلى الإيجابية، مما يعزز فرص تحقيق الإنجازات المطلوبة في المرحلة المقبلة.
وأضاف موسى أن هناك إرادة لدى القوى السياسية اللبنانية لإحداث التغيير، فضلاً عن قدرة الشعب اللبناني على التمسك بالمكتسبات الجديدة. ورغم أن الطريق قد يواجه بعض المطبات، إلا أن التفاؤل يسود بأن التعاون بين الشعب والحكومة والقوى السياسية سيمكن لبنان من تجاوز التحديات.
واعتبر موسى أن الزيارات العربية والإقليمية والدولية التي شهدها لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية تعكس ثقة المجتمع الدولي في لبنان. ولفت إلى أن زيارة الوزير عبد العاطي جزء من هذا التوجه، مؤكدا أن الرئيس السيسي كان من أول المتصلين برئيس الجمهورية عون للتهنئة، وهذا يعد مؤشرًا على الاهتمام المصري المستمر بلبنان.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، كشف السفير موسى أن الوزير عبد العاطي سيحمل رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون، مذكرا بأن الرئيس المصري كان قد أكد في وقت سابق دعمه الكامل للبنان ورغبته في تعزيز التعاون بين البلدين.
وأشار موسى إلى أن هناك العديد من المشاريع الاتفاقية بين لبنان ومصر التي تحتاج إلى إعادة تقييم وتفعيل، ومن المنتظر توقيع اتفاقيات جديدة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية. وذكر أن الاجتماع الأخير للجنة اللبنانية-المصرية المشتركة عقد منذ عدة سنوات في بيروت، ومن المتوقع أن يعقد اجتماع آخر قريبًا لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات التي تخدم مصالح البلدين.
حول الوقف المرتقب لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، أكد السفير موسى أن هناك التزامًا دوليًا لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، مع وجود ضمانات من أطراف دولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والأمم المتحدة. وأضاف أنه يتم انتظار الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وفقًا للاتفاق، مع ضرورة أن يلتزم الطرفان اللبناني والإسرائيلي بما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن.
