السبت 03 أيار 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
آخر الأخبار

التلوث في مياه الليطاني يدفع المصلحة لإصدار تحذيرات "عاجلة"

ياصور

وجهت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كتبًا رسمية إلى كل من وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وزارة الزراعة، المديرية العامة لأمن الدولة، ومحافظي محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، مطالبة إياهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ري المزروعات باستخدام مياه نهر الليطاني وروافده في منطقة الحوض الأعلى في هاتين المحافظتين.

 

وتضمن الكتاب الذي أرسلته المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الموضوع التالي: "منع ري المزروعات بمياه نهر الليطاني والروافد التابعة له في منطقة الحوض الأعلى في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل"، وذلك استنادًا إلى القانون رقم 192 الصادر في تشرين الأول 2020.

 

وأوضح الكتاب أن المادة 8 من قانون سلامة الغذاء تُلزم المزارعين بالحفاظ على سلامة الإنتاج النباتي والحيواني وجودته، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلوثه. كما تفرض المادة 86 من قانون المياه على كل فرد أن يساهم بشكل فعال في المحافظة على النظم البيئية المائية وحمايتها، وتُولي الجهات المعنية مسؤولية حماية المياه والنظم البيئية المائية وفقًا للأحكام القانونية النافذة.

 

وأشار الكتاب إلى أن شح المتساقطات هذا العام سيؤدي إلى رفع نسب تلوث المياه السطحية، خصوصًا في ظل غياب أو عدم كفاءة معالجة الصرف الصحي في محطات التكرير الواقعة في حوض نهر الليطاني. وبالتالي، لا تزال مياه النهر، وخاصة في منطقة الحوض الأعلى، غير مطابقة للمعايير والمواصفات الخاصة بمياه الري.

 

وفي سياق متصل، أكدت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه تم رصد فرق المراقبة التابعة لها ري عدد من المحاصيل الزراعية باستخدام مياه نهر الليطاني وبعض روافده الملوثة. وحذرت المصلحة من أن مياه نهر الليطاني في منطقة الحوض الأعلى لا تزال غير مطابقة للمعايير الجرثومية اللازمة لاستخدامها لري المزروعات، وذلك وفقًا للمعايير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) و منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).

 

كما أشار الكتاب إلى أن التحاليل الدورية التي تقوم بها المصلحة تظهر أن نسبة القولونيات الإجمالية ونسبة القولونيات المتحملة للحرارة في بعض المواقع تتجاوز 5,000,000 مستعمرة في كل 100 ميليلتر، وهو ما يتعدى مئات آلاف الأضعاف من المعايير العالمية التي تم وضعها لمياه الري. حيث يُسمح بحسب المعايير العالمية لـ FAO و WHO بأن تحتوي المياه على 1,000 مستعمرة فقط من القولونيات الإجمالية، و100 مستعمرة فقط من القولونيات المتحملة للحرارة، بينما تتجاوز الأرقام التي تم رصدها هذه الحدود بشكل كبير.

 

وفي ضوء هذه المعطيات، أكدت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه لا يمكن تحقيق مقتضيات الأمن الغذائي على حساب الأمن الصحي وجودة الغذاء. لذا، طالبت باتخاذ إجراءات فورية لمنع ري الأراضي والمحاصيل الزراعية بمياه نهر الليطاني في منطقة الحوض الأعلى في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، مشيرة إلى ضرورة تكليف الجهات المعنية بتلف المحاصيل التي تم ريها للحفاظ على سلامة الصحة العامة.

تم نسخ الرابط