لقاء مفاجئ بين جنبلاط وأحمد الشرع

التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الرئيس السوري أحمد الشرع في "قصر الشعب" في العاصمة السورية دمشق. وجاءت الزيارة في سياق التطورات الأمنية الأخيرة في ريف دمشق، لا سيما في منطقتي جرمانا وصحنايا، والتي أثارت قلقاً داخل الطائفة الدرزية في كل من سوريا ولبنان.
وغادر جنبلاط القصر الرئاسي بعد اللقاء من دون الإدلاء بأي تصريح، في خطوة تُفسّر بأنها تعكس طبيعة المحادثات الحساسة التي دارت، وسط مساعٍ لاحتواء التوتر وتفادي أي تصعيد قد يطال أبناء الطائفة الدرزية أو ينقل الأزمة إلى الداخل اللبناني.
وكان جنبلاط قد أعلن سابقاً عن استعداده للتوجه إلى دمشق، مشدداً على رفضه لأي تدخل خارجي، لا سيما من “إسرائيل”، في شؤون دروز سوريا، محذّراً من محاولات استخدام الطائفة لإشعال فتنة داخلية. وتأتي زيارته في إطار مبادرة سياسية ودينية للتخفيف من حدة التوتر، والعمل على بلورة حل سياسي يضمن سلامة واستقرار أبناء المنطقة.
وتزامنت الزيارة مع تحذيرات أطلقتها شخصيات روحية وقيادات درزية في لبنان من مخاطر تصاعد التوتر، وانزلاق الوضع إلى مواجهة داخلية تغذيها أطراف خارجية. وقد عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيروت اجتماعاً استثنائياً لهذا الغرض، شارك فيه جنبلاط، وخلص إلى دعم الحوار بين الأطراف المعنية والدعوة إلى التهدئة.
وتحمل زيارة جنبلاط إلى دمشق دلالات سياسية بالغة، خصوصاً في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة، وتنامي التحديات الإقليمية، بما فيها الدور “الإسرائيلي” ومحاولات استغلال الصراعات الداخلية.