مأساة جديدة تهزّ منطقة لبنانيّة... ضحيّة جديدة من ضحايا تفلّت السلاح والرصاص العشوائيّ!

تشهد ظاهرة إطلاق النار العشوائي في لبنان تفاقماً مقلقاً، إذ باتت تشكّل تحدياً أمنياً واجتماعياً يصعب احتواؤه، على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلتها الجهات المعنية للحد منها. وتحوّلت هذه الظاهرة إلى سلوك متجذّر في الثقافة الشعبية، ينتقل من جيل إلى آخر، وسط غياب فاعل للقوانين الرادعة والتطبيق الصارم لها.
وبينما كانت هذه الممارسات في السابق مرتبطة بمناسبات الفرح كالأعراس، أو الحزن كالجنازات، فقد تطورت في السنوات الأخيرة لتأخذ أشكالاً أكثر خطورة، إذ يلجأ إليها البعض كتفريغ للغضب، أو تعبيراً عن الانفعال، أو حتى كوسيلة للترفيه والعبث، ما يجعلها تخرج عن إطار السيطرة وتحوّلها إلى تهديد مباشر لحياة المواطنين.
ورغم انتشار هذه الظاهرة في مختلف المناطق اللبنانية، فإن مدينة طرابلس، وتحديداً بعض أحيائها الشعبية، تسجّل النسبة الأعلى من هذه الحوادث، حيث لا يكاد يمرّ يوم من دون سماع أصوات الرصاص، سواء بسبب خلافات فردية، أو إطلاق ناري عبثي، أو حتى بدافع الاستعراض. وقد دفع الشاب عمر أحمد عبيد، في العقد الثالث من عمره، ثمناً باهظاً لهذا الواقع.
وفي التفاصيل، عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، إن الشاب عبيد توفي صباح اليوم الخميس، متأثراً بجراحه الخطيرة بعدما أُصيب بطلق ناري في رأسه داخل منزله الكائن في منطقة التربيعة بطرابلس، يوم أمس الأربعاء. وتشير المعلومات إلى أن الإصابة وقعت عن طريق الخطأ، وسط ظروف لا تزال غامضة حتى اللحظة.
وقد تمّ نقله بحالة حرجة إلى مستشفى النيني بواسطة فرق الصليب الأحمر اللبناني، إلا أن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، حيث فارق الحياة بعد ساعات من وصوله نتيجة إصابته البليغة.
وعلى إثر الحادثة، حضرت القوى الأمنية والأدلة الجنائية إلى مكان وقوعها، وبدأت التحقيقات وجمع الأدلة، تمهيداً لفتح تحقيق رسمي لتحديد الملابسات بدقة، ومعرفة الأسباب والخلفيات التي أدت إلى هذه الحادثة المأساوية.
مأساة عمر عبيد ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث المشابهة التي تثبت أن استمرار إطلاق النار العشوائي بات يشكّل خطراً داهماً، يتطلب موقفاً حازماً من الدولة والمجتمع معاً، لوضع حد لهذا العبث القاتل.