سامي حمود في ذكرى النكبة: غزة تجسد استمرار المأساة.. ونداء عاجل لوقف الإبادة ودعم حق العودة

بيروت – شبكة لاجئ نت|| الخميس، 15 أيار، 2025
في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، يشدد الأستاذ سامي حمود، مدير منظمة "ثابت" لحق العودة، على أن النكبة لم تنتهِ فصولًا، بل تتجدد اليوم بأكثر صورها وحشية في قطاع غزة المحاصر. ففي مقابلة حصرية مع شبكة "لاجئ نت"، أكد حمود أن ما يشهده القطاع من حرب إبادة جماعية، وتهجير قسري، وتجويع ممنهج، ليس سوى امتداد لمأساة بدأت قبل سبعة وسبعين عامًا.
غزة.. النكبة تتجسد بوحشية:
يسترجع حمود بشجن مرارة الذكرى، قائلاً: "في مثل هذه الأيام من عام 1948، بدأت فصول نكبة شعبنا الفلسطيني، حيث فُرض علينا التهجير القسري، واقتُلعنا من أرضنا التاريخية، ودُمرت قُرانا العامرة، واغتصبت مُدننا الحاضرة. وها نحن، بعد مرور سبعة وسبعين عامًا، نجرع مرارة النكبة بأشكالها المتعددة، فالاحتلال ما زال جاثمًا، والقمع مستمرًا، والعدالة غائبة."
ويضيف بأسى: "لكن نكبتنا اليوم تتخذ في قطاع غزة شكلاً أكثر بشاعة ووحشية. 'إسرائيل' تمارس حرب إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتفرض تجويعًا ممنهجًا على السكان المدنيين، وتُمعن في التهجير القسري، وتشن قصفًا متواصلًا منذ أكثر من سبعة أشهر عجاف. يُقتل الأطفال الأبرياء في أحضان أمهاتهم الثكالى، وتُقصف المستشفيات التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، وتُستهدف مخيمات اللاجئين التي تؤوي من شُرِّدوا قسرًا قبل عقود، ويُحرم الناس من أبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية."
نداء عاجل للمجتمع الدولي:
أمام هول المشهد الدامي والصمت المطبق من قِبل جزء كبير من المجتمع الدولي، يرفع سامي حمود صوته مطالبًا بتحرك دولي عاجل لوقف هذه المأساة الإنسانية، مؤكدًا على الثوابت الفلسطينية:
1- حق العودة المقدس: "حق العودة هو حق مُقدّس، فردي وجماعي، لا يسقط بتقادم الزمن مهما طال الأمد، وهو جوهر القضية الفلسطينية ولبّها، ولا بد من تحقيقه عاجلاً أم آجلاً."
2- رفع الحصار عن غزة: "الحصار المفروض على قطاع غزة هو جريمة جماعية مكتملة الأركان، يجب رفعه فورًا ودون قيد أو شرط. واستمرار حرب الإبادة والتجويع لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة واهية."
3- مسؤولية الأمة وأحرار العالم: "شعبنا الصامد في غزة ليس وحده في هذه المحنة، وواجب شعوب الأمة العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، لا يقتصر على التضامن اللفظي، بل يتعداه إلى التحرك الفعلي والعاجل لوقف هذه المجازر البشعة، ودعم صمود أهلنا الأبطال، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية."
دعوة للمشاركة الحاشدة في يوم النكبة:
في ختام حديثه المؤثر، وجه الأستاذ سامي حمود نداءً صادقًا إلى أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان وشتات العالم، وإلى شعوب الأمة العربية والإسلامية، وكل الضمائر الحية في هذا العالم، قائلًا: "نناشدكم اليوم أن تخرجوا من دائرة الصمت المطبق، وأن ترفعوا أصواتكم عالياً مدوية، وأن تبذلوا كل ما في وسعكم من ضغوط لوقف هذه الحرب الشعواء، وكسر الحصار الجائر، وإغاثة أهلنا المنكوبين في قطاع غزة."
وأضاف، وهو يوجه كلامه من بيروت: "من هنا، من قلب لبنان النابض بالقضية الفلسطينية، ندعوكم للخروج في مسيرات ومظاهرات غاضبة وحاشدة في يوم النكبة، الخامس عشر من أيار، في كل الميادين والعواصم، تعبيرًا عن رفضنا القاطع لاستمرار حرب الإبادة والتجويع، ونصرةً لأهلنا الصامدين في غزة."
تأتي هذه المقابلة في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، مما يستدعي تحركًا دوليًا فوريًا وحاسمًا لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وضمان حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والعيش بكرامة وأمان.
https://shorturl.at/sEgwY