الأحد 15 حزيران 2025 الموافق 19 ذو الحجة 1446
آخر الأخبار

هل يتنفس أهل غزة الصعداء بعد أن أنهكتهم الحرب الإسرائيلية؟

ياصور

19/5/2025
أبو شريف رباح

وسط الدمار والمعاناة التي ألّمت بقطاع غزة منذ اندلاع الحرب، يترقّب سكان القطاع بقلق مشوب بالأمل نتائج المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة القطرية الدوحة بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة أميركية، مصرية وقطرية، فبعد شهور من القصف المتواصل، والانقطاع شبه الكامل لمقومات الحياة، بات الغزيون ينتظرون بفارغ الصبر أي بصيص أمل يمكن أن يمنحهم هدنة لالتقاط أنفاسهم ولملمة جراحهم.

والمعطيات تشير إلى اقتراب التوصل لاتفاق تهدئة قد يمتد من 40 إلى 60 يوماً، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق إلى ما قبل استئناف القتال في 18 مارس 2025، وتشمل التفاهمات المرتقبة بدء مفاوضات أوسع قد تُفضي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم.

ورغم هذا التقدّم، لا تزال العقبات قائمة، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً من وزراء متشددين في حكومته مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين يعارضون التهدئة بشدة، ويصرّون على استمرار العمليات العسكرية حتى أثناء التفاوض.

مصادر دبلوماسية كشفت عن مسارات تفاوض غير رسمية تجري بالتوازي مع المحادثات الرسمية يقودها المبعوث الأميركي الخاص "ويتكوف"، الذي يتواصل مع الطرفين عبر رجل الأعمال الفلسطيني - الأميركي بشارة بحبح، الذي يُعد حلقة وصل مهمة تسهّل تبادل الرسائل بين الإدارة الأمريكية وحماس.

وفي حال التوصل إلى اتفاق يُتوقّع أن تبدأ مرحلة جديدة تتضمّن إعادة تمركز الجيش الإسرائيلي بعيداً عن المناطق السكنية، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المنكوب وهي خطوة تُعد حيوية لبدء استعادة الحد الأدنى من الحياة والتنفس بالنسبة لأهالي غزة الذين يعيشون على شفا كارثة إنسانية.

وفي ظل هذا المشهد المتذبذب يتشبث الغزيون ببارقة أمل لا تزال هشة لكنهم يتمسكون بها بكل ما تبقى لديهم من إرادة فهل تكون هذه الهدنة المؤقتة بداية لانفراج فعلي، وهل تُمنَح غزة أخيراً فرصة لتضميد جراحها.

تم نسخ الرابط