الأربعاء 21 أيار 2025 الموافق 23 ذو القعدة 1446
آخر الأخبار

دعوةٌ أميركيّة: على اللبنانيّين التخلّص من الحزب نهائيًا!

ياصور

قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جيم ريش، لـ"الشرق الأوسط"، إنه يتوجب على اللبنانيين "إضعاف قبضة (حزب الله)"، والعمل على «التخلص منه نهائياً»، وسط توجه مشترك لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي لدعم الجيش اللبناني، وتمكينه من حفظ الأمن على الحدود مع سوريا، بالإضافة إلى الخط الأزرق الفاصل مع إسرائيل.

وتزامنت هذه الرسالة من أرفع مسؤول للسياسة الخارجية في الكونغرس الأميركي مع مناسبة منحه "جائزة فيليب حبيب للخدمة العامة المتميزة" من فريق العمل الأميركي المعني بلبنان، الذي يكرمه، الأربعاء، مع كل من الوسيط الأميركي السابق بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين، وسيدة الأعمال اللبنانية الأميركية ميشلين نادر، وفي وقت قال فيه رئيس المجموعة السفير إدوارد غابريال لـ"الشرق الأوسط" إنه عاد من لبنان أخيراً "أكثر تفاؤلاً" بعدما لمس التزام كبار المسؤولين اللبنانيين، وبينهم الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام، بالوفاء ببنود وقف النار والشروع في إصلاحات اقتصادية تعيد لبنان إلى "مساره الصحيح"، بمساعدة مباشرة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعبر نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي يتوقع أن تزور بيروت قريباً.

ومنح فريق "جائزة فيليب حبيب للخدمة العامة المتميزة" للسيناتور ريش، الذي وجه رسالة إلى اللبنانيين عبر "الشرق الأوسط" مفادها أن الكونغرس الأميركي «يولي اهتماماً بالغاً باستقرار لبنان وأمنه، ليس فقط من أجل جودة حياة شعبه، ولكن أيضاً من أجل استقرار المنطقة والعالم".

واعتبر ريش أن "لبنان يمر بمرحلة حرجة"؛ لأنه "بعد عقود من قبضة إيران الاستبدادية على بيروت، لدى الشعب اللبناني فرصة للتحرر"، مشدداً على أن لدى الزعماء اللبنانيين الجدد «فرصة لاستعادة سيادة لبنان وبناء مستقبل مزدهر لشعبه"، ولذلك فإن "هناك عملاً كبيراً لا يزال يجب القيام به".

وأوضح: "يجب على الحكومة الجديدة تنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد في لبنان والتخلص من وجود (حزب الله) نهائياً"، منبّهاً إلى أن "سيطرة الحكومة على الجمارك والمطار والطرق المؤدية إلى لبنان ومنه، أمر بالغ الأهمية لضمان استمرارنا في إضعاف قبضة (حزب الله)".

وإذ أشاد بـ"شجاعة" اللبنانيين، الذين بفضلهم "يسير لبنان على الطريق الصحيح"، رأى ريش أن "الدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية آتى ثماره، وصار الجيش اللبناني أخيراً في وضع يسمح له بطرد (حزب الله) نهائياً"، مؤكداً الوعد بأنه "سيواصل العمل مع زملائه من كلا الحزبين ومع الإدارة لدعم لبنان آمن ومستقر ومزدهر".

ووفقاً لمصدر أميركي، طلب عدم نشر اسمه، قدّم الكونغرس الأميركي خلال السنوات الأخيرة "مساعدات كبيرة للقوات المسلحة اللبنانية". وقال لـ"الشرق الأوسط" إن هذه الأموال "خُصصت لتدريب وتجهيز الجيش اللبناني، وزيادة كفاءته التكتيكية والعملياتية، وتنمية قوته لتولي مهمات إضافية، بما في ذلك أمن الحدود" مع كل من سوريا وإسرائيل. وأضاف: «بينما يُكافح لبنان للسيطرة على حدوده الشمالية وتطهير البنية التحتية لـ"حزب الله" جنوب الليطاني، يود الكونغرس أن يتولى الجيش اللبناني توفير الأمن على طول حدوده".

ويأتي هذا الكلام من المسؤول الأميركي الرفيع بعد زيارة وصفت بأنها "استثنائية" لفريق العمل الأميركي للبنان، حيث التقى الرئيسين عون وسلام وأكثر من 12 وزيراً و30 نائباً وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد وغيرهم. وقال غابريال لـ"الشرق الأوسط" إن "جميع هؤلاء يدركون أن الوقت ليس بجانب لبنان إذا أراد دعم الولايات المتحدة لإعادة إعمار البلاد"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت جلياً أن الإصلاحات شرط مسبق لأي مساعدة في إعادة الإعمار".

ولفت إلى أن عون وسلام "لديهما الإرادة للوفاء ببنود وقف النار، شمال نهر الليطاني وجنوبه، مع الشروع في الإصلاحات الاقتصادية والحكومية اللازمة لإعادة لبنان إلى مساره الصحيح"، مضيفاً أنه لمس "جدية في معالجة القضايا الأمنية والاقتصادية وإرادة مشتركة للعمل معاً".

ولفت غابريال إلى أن "الولايات المتحدة أوضحت أن الإصلاحات الاقتصادية والوفاء باتفاق وقف النار لهما نفس الأهمية عندما يتعلق الأمر بالدعم الأميركي" للبنان. وشدد على أنه ينبغي على مجلس النواب اللبناني "إقرار مشروع قانون مصرفي يُصلح القطاع المصرفي ويُلبي حاجات صغار المودعين بشكل عادل"، بالإضافة إلى أن "هناك حاجة إلى قطاع عام قوي وشفاف وخالٍ من الفساد"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك أي تسامح إذا لم يلتزم لبنان ببنود اتفاق وقف النار".

وشدد غابريال أيضاً على أن "تمويل الجيش اللبناني لا يزال أمراً بالغ الأهمية"؛ لأنه "بتمويل الجيش بشكل كافٍ، سيكون لبنان مستقراً وحدوده آمنة"، مؤكداً أن ذلك "سيمكن دول الخليج وغيرها من أصدقاء لبنان من توفير أموال إعادة الإعمار".

وكذلك منح فريق العمل "جائزة عصام فارس للريادة الدولية" لسيدة الأعمال والمؤلفة ميشلين نادر التي حضت الرئيس عون وحكومة سلام على مواجهة ما سمته "أزمة الثقة العميقة" بلبنان بعد «سنوات من الانهيار الاقتصادي والتدخل السياسي في القضاء والفساد المستشري".

واقترحت، عبر "الشرق الأوسط"، "بعض الخطوات الرئيسية" التي يمكن للجاليات اللبنانية عبر العالم أن تقدمها لبلدها الأم من أجل "استعادة الثقة" بلبنان، ومنها أولاً "إعادة بناء الاقتصاد والقطاع المالي" بعدما "حُرم المواطنون اللبنانيون من ودائع تقدر بنحو 93 مليار دولار بسبب تخلف الدولة عن سداد ديونها وانهيار القطاع المصرفي".

وشددت نادر ثانياً على أن "تعزيز النظام القانوني أمر ضروري لاستعادة ثقة الجمهور والمستثمرين". وربطت ذلك أيضاً بـ"تعزيز الشفافية والمساءلة"، مشيرة إلى أن "لبنان يحتل المرتبة الـ154 من بين 180 دولة على مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، وهو ترتيب أدنى بكثير من المتوسط ​​الإقليمي". ولفتت إلى أن الحرب الأخيرة "ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية للبنان»، مشيرة إلى أن البنك الدولي "يقدر أن إعادة الإعمار تتطلب 11 مليار دولار".

وكذلك حضت نادر السلطات الرسمية اللبنانية على "مواجهة الجماعات المسلحة وتعزيز السيادة"، قائلة: "لن تنجح أي جهود إصلاحية إذا استمرت الجماعات المسلحة، مثل (حزب الله)، في العمل خارج نطاق سيطرة الدولة".

ولاحظت أن المغتربين اللبنانيين، الذين يتجاوز عددهم 15 مليون شخص "يضطلعون بدور حيوي في دعم الاقتصاد اللبناني"، موضحة أن تحويلاتهم لعام 2023 بلغت 6.7 مليار دولار، أي ما يعادل 30.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، الذي يمكنه "الإفادة من خبرة المغتربين وتجاربهم في المناصب الاستشارية ودعم جهود الإصلاح الوطنية".

وركزت على أن "استعادة العلاقات مع دول الخليج والمؤسسات العالمية أمر بالغ الأهمية"، ملاحظة أن الرئيس عون أكد أنه "لا يمكن للبنان جذب الاستثمارات من دون إعادة بناء الثقة أولاً من خلال الإصلاح والاستقرار".

تم نسخ الرابط