"اليونيفيل" تسلّم مساعدات طبيّة للجنوب!

قدّم جنود حفظ السلام الإسبان في القطاع الشرقي لليونيفيل، بالتعاون الوثيق مع اللجنة العسكرية التقنية للبنان (MTC4L)، مساعدات طبية حيوية إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، في خطوة تعكس التزامهم المستمر بدعم المجتمع المحلي وتعزيز قدرة القطاع الصحي في الجنوب اللبناني.
وأُقيمت مراسم التسليم الرسمية في حرم المستشفى، بحضور مدير المستشفى الدكتور مؤنش كلاكش، وقائد القطاع الشرقي لليونيفيل اللواء فرناندو رويز غوميز، الذي وقّع إلى جانب كلاكش على شهادة التسليم الرسمية، تأكيداً على الطابع التشاركي والشفاف للمبادرة.
وبحسب بيان رسمي صادر عن قوة اليونيفيل، شملت المساعدات المقدّمة مجموعة من المعدات الطبية الأساسية، منها معدات الحماية الشخصية (PPE)، ومواد متخصصة لعمليات الإنقاذ والإسعاف، إضافة إلى دفعة من الأدوية الأساسية التي تساهم في رفع جهوزية المستشفى لمواجهة الحالات الطارئة، وتحسين شروط التعقيم، وتعزيز المخزون الدوائي، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي اللبناني.
وتندرج هذه المبادرة ضمن سلسلة من الأنشطة الداعمة التي تقوم بها قوة اليونيفيل واللجنة العسكرية التقنية للبنان، في إطار جهود تعزيز الاستقرار والصمود الاجتماعي في المناطق الحدودية، لا سيما تلك الأكثر عرضة للمخاطر الصحية نتيجة التوترات الأمنية والضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني ظروفاً دقيقة، في ظل استمرار التوترات العسكرية مع إسرائيل، وارتفاع الحاجة إلى دعم المرافق الصحية التي تشكّل خط الدفاع الأول في أي طارئ. وتُعدّ مستشفى مرجعيون من المؤسسات الطبية المحورية في المنطقة، حيث تستقبل مئات الحالات شهرياً من مختلف القرى والبلدات، وتعمل بإمكانات محدودة بسبب الأزمة المالية والضغط المستمر على الموارد.
ويؤكّد هذا التبرع التزام اليونيفيل بمبدأ الشراكة مع المؤسسات اللبنانية، بما يعزز الثقة المتبادلة بين القوات الدولية والمجتمعات المضيفة، وهو ما يشكّل عنصراً أساسياً في نجاح مهام حفظ السلام في جنوب لبنان.
وكانت اليونيفيل قد نفّذت في السنوات الماضية سلسلة مبادرات تنموية وطبية، شملت إعادة تأهيل مراكز صحية وتقديم معدات إلى المستشفيات والعيادات، في إطار مساهمتها غير العسكرية في دعم الأمن الإنساني.
ويأتي هذا الدعم الإسباني في توقيت بالغ الأهمية، وسط الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لضمان استمرارية تقديم الخدمات الحيوية للسكان، والتخفيف من تداعيات أي تصعيد عسكري أو أزمة صحية مفاجئة.