الأربعاء 04 حزيران 2025 الموافق 08 ذو الحجة 1446
آخر الأخبار

"الخطيب" يُحذّر: السلاح ليس للداخل!

ياصور

زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بلدة يونين في البقاع الشمالي، معزياً عائلة الشهيد حسن محمد زين الدين، الذي قضى نتيجة رصاصة عن طريق الخطأ، بينما كان يؤدي واجبه الإصلاحي بين أبناء العائلة الواحدة من آل قصاص.

وفي لقاء عُقد في منزل محمد زين الدين، بارك العلامة الخطيب موقف العائلة المتّزن والحكيم، بحضور رئيس تكتل بعلبك الهرمل النيابي الدكتور حسين الحاج حسن، ومدير الجامعة الإسلامية في البقاع الدكتور أيمن زعيتر ممثلاً قيادة حركة "أمل" في المنطقة، والمفتيين الشيخ عبدو قطايا والشيخ عباس زغيب، إضافة إلى رئيس مركز "حوار الثقافات والأديان" الدكتور علي السيد قاسم، وعدد من أبناء آل زين الدين ووجهاء وفعاليات بلدة يونين والبقاع الشمالي.

في بداية اللقاء، ألقى محمد زين الدين كلمة باسم العائلة، عرض فيها تاريخ بلدة يونين ومكانتها الثقافية والدينية، مؤكدًا أنّ الفقيد "استشهد عن طريق الخطأ أثناء أداء واجبه الإصلاحي"، مشدّدًا على دور "الخيرين والعلماء في تطويق الحادثة بروح المسؤولية".

وفي كلمته، عبّر العلامة الخطيب عن حزنه العميق للحادثة التي وقعت في بلدة وصفها بأنها "خزان للقيم والمعرفة"، وقال:"لا أريد تبرير ما حصل بالقول إنه أمر يحصل في كل مكان، لكن من واجبنا أن نُقلّل من هذه الحوادث، وأن نوجّه أبناءنا إلى وعي آثارها الكارثية على النسيج الاجتماعي".

وأشاد الخطيب بموقف صاحب الدار، الذي وصفه بـ"الموقف الشريف"، مؤكدًا أن ما عبّر عنه هو تجلٍّ أصيل لثقافة أهل يونين الذين وصفهم بـ"الأدباء والمتعلمين والوجهاء الذين ورثوا عن نبيهم وأئمتهم وعلمائهم روح التضحية والإصلاح".

وفي سياق حديثه، ربط الخطيب بين ما جرى في يونين وما أفرزته الانتخابات البلدية الأخيرة، قائلًا:"ما حصل في الانتخابات لم يكن مجرّد استحقاق بلدي، بل خيار سياسي واضح عبّرت فيه الطائفة عن تمسكها بالمقاومة وخياراتها الوطنية، رغم الجراح والضغوط والحملات".

وأكد أن ما يريده البعض من تشويه صورة بيئة المقاومة لن يمر، قائلاً:"نحن لسنا في مواجهة داخلية، بل نواجه مشروعًا يستهدف بقاء لبنان وهويته. ومن يظنّ أن الشيعة في لبنان يقاتلون من أجل سلطة فهو يهين الطائفة. نحن نقاتل من أجل وحدة لبنان، لا من أجل مصالح طائفية ضيقة".

وفي رد مباشر على من يحاولون إثارة العصبيات، قال الخطيب: "في الاجتماع السياسي، لا يوجد سني وشيعي ومسيحي ودرزي، بل لبنانيون. الدين لا يُبنى على الحواجز، بل على القيم المشتركة. من يُشيد الجدران بين الناس ليس متدينًا، بل يخدم مشروعًا شيطانيًا".

مستشهدًا بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: "الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، وبالآية الكريمة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ليؤكّد أن جوهر الدين هو خدمة الناس ومصلحتهم العامة.

ودعا الخطيب إلى التنبّه من استخدام السلاح داخل المجتمع، محذّرًا من أن أي خطأ قد يُستغلّ لتشويه المقاومة، وقال:"السلاح ليس للداخل. هذا السلاح موجه فقط للعدو الإسرائيلي، الذي لطالما دفع أبناء هذه البيئة دماءهم في مواجهته".

وفي فقرة لافتة، قال الخطيب إن "المقاومة ليست فصيلًا مسلحًا، بل مقاومة شعب"، مشدّدًا على أن "من يريد إنهاء المقاومة عليه أن يواجه كل هذه البيئة وكل هذا التاريخ"، مؤكدًا أن "أغلبية الشعب اللبناني ما زالت مع المقاومة، وما يُطرح ضدها لا يمثل إلا أقلية مضللة بالعناوين الطائفية".

وفي ختام زيارته، أوفد العلامة الخطيب وفدًا من علماء الدين والعشائر إلى عائلات زعيتر، المقداد، ومشيك لتقديم التعازي، في خطوة تعكس حرص المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على رأب الصدع وترسيخ السلم الأهلي.

تم نسخ الرابط