
تشير المعلومات إلى غياب اجتماع مجلس الوزراء هذا الأسبوع بسبب وقفة عيد الأضحى بعد غد الخميس وبانتظار الاتفاق على التعيينات.ووسط الحديث عن تأخّر إقرار التشكيلات الديبلوماسية، ربطاً بالخلاف حول المواقع الكبرى، مثل
نيويورك وواشنطن، ذكرت «الأخبار» بأنّ وزير الخارجية يوسف رجّي «لا يسهّل» اعتماد اسم نجاد عصام فارس لرئاسة بعثة لبنان في واشنطن، بخلاف رغبة رئيس الجمهورية جوزيف عون. علماً أنّ فارس وافق على التخلّي عن جنسيته الأميركية أثناء مدّة تولّيه المنصب، وفقاً لما ينصّ عليه النظام الداخلي لوزارة الخارجية. وتقول المصادر أنّ رجّي «يريد في واشنطن سفيراً أكثر قرباً من «القوات اللبنانية»، وأنّ نجل عصام فارس قد لا يكون الشخص المناسب للمهمّة».
رجّي يتعاطى مع رئيس الحكومة نواف سلام باعتباره المرجع في ملف التشكيلات، ويريد تفاهماً معه حول بعثة لبنان في نيويورك كونها من حصّة الطائفة السنية، فيما لا يزال رئيس الحكومة يناور في تسمية شخصية لهذا المنصب. وهو ما يثير استياء القصر الجمهوري، لأنّ عون يعتبر أنّ له كلمته في التشكيلات أيضاً، ولا سيّما في نيويورك، إذ ستتابع بعثة لبنان لدى الأمم المتّحدة ملفّات أساسية مرتبطة بالـ1701، واليونيفل وترسيم الحدود، التي يتولّى رئيس الجمهورية متابعتها داخلياً وخارجياً، وليس لسلام دور فيها.
وكتب وجدي العريضي في" النهار":في الآونة الأخيرة، عاد عدد كبير من السفراء إلى لبنان، ولا يمكن إنكار أن هناك محاصصة ودوراً للمرجعيات السياسية والزعامات والأحزاب في المناقلات. وزارة الخارجية لا تحبّذ الدخول في هذه التفاصيل، وتكتفي بالقول إن الوزير يقوم بدور كبير في ترتيب الأوضاع داخل الوزارة، بما في ذلك وضع السفراء العائدين إلى لبنان، حيث يكون بعضهم موجوداً في الإدارة من دون عمل فعلي، بينما يُكلّف البعض الآخر بمهمات محددة.
في هذا السياق، يقول سفير لبناني سابق إن الأمور تغيرت كثيراً عما كانت عليه في الماضي، إذ كان السفير يتمتع بمكانة واهتمام أينما وُجد، ويبرز دوره خصوصاً عندما تكون هناك جالية لبنانية كبيرة في البلد الذي يعمل فيه، فيقوم بمتابعة شؤونهم ومواكبة قضاياهم. أما اليوم، فإن عدداً من السفراء موجودون في الإدارة المركزية، بعضهم يداوم ليوم أو يومين في الأسبوع فقط، والبعض الآخر لا عمل له على الإطلاق، وهم في حالة انتظار للتشكيلات الدبلوماسية الجديدة التي تحتاج إلى قرار سياسي، وخصوصاً في بعض الدول المهمة.
ويعترف السفير السابق بأن هناك فعلاً بطالة مقنّعة، وبالتالي فإن ترتيب الأوضاع يتطلب توافقاً سياسياً شاملاً. وهو يعتقد أن وزير الخارجية الحالي، الذي سبق له أن كان سفيراً وعلى دراية بما يجري في الوزارة، سيقوم بدور فعّال في هذا الإطار، لا سيما في ما يتعلق بالسفراء الذين يعودون من الخارج ويجلسون في الإدارة المركزية من دون أي عمل فعلي