
أَسْعِفْ فُؤادِيَ إذْ ضَاقَ بِهِ الأَلَمُ
أَمْشِي لِرَوْضِكَ والأَوجَاعُ تَحْتَدِمُ
أَسْعِفْ فُؤادِيَ إنَّ الهوى كَمَدٌ
إلا هَواكَ فَإنِّي فيهِ مُعْتَصِمُ
يا مَنْ شُفِيتُ بِهِ مِنْ كُلِّ نَازِلَةٍ
إنْ جَدَّ بِي خَطْبٌ أَو نالَني سَقَمُ
ألوذُ بِكَ ونَبْضِي فيهِ مِن وَلَهٍ
كَأنَّ رُوحِي عَلى الرَمْضَاءِ تُخْتَتَمُ
كَأنَّ جِبريلَ يَومَ الطَفِّ أَدْمَعَهُ
وَنَوْحُ مِيكائيلَ فِيْ الآفاقِ يَرتَسِمُ
والفَجرُ قَدْ ناحَ والسَبعُ الطِباقُ بَكَتْ
فَما تَبَقَّى مِنَ الأفلاكِ مُبْتَسِمُ
*************
يابنَ النبيِّ وسَيفُ اللهِ في عَضُدٍ
خَطَّ البُطُولَةَ مِنهُ الطَودُ يَنْحَطِمُ
يابنَ النبيِّ وهل في الوَرى عَلَمٌ
سَمْحُ الخِصَالِ وفي البيداءِ مُحْتَدِمُ
سَيفُ الوَصيِّ إذا ما اسْتَلَّ بارِقَهُ
سِبطُ النبيِّ بهِ الهيجاءُ تَضطَرِمُ
وكُنْتَ وَحْدَكَ بَينَ الجَمْعِ مُنْفَرِداً
كأنَّ فِيْكَ جُيوشُ الله تَقْتَحِمُ
زَحَمَ المَنِيَّةَ لا يَخْشَى لها رَهَبَاً
كأنَّ عَليَّاً بِيومِ الرَوْعِ يِلْتَحِمُ
**************
يابنَ البَتُولِ وَثَغْرُ الدَهْر مُبتَسِمٌ
مِن عَطْرِ ذِكرِكَ والأمجَادُ تَزدَحِمُ
يا سِبْطَ أحمدَ قد فاضَتْ مآثرُكُم
زَها بكَ الحَقُّ لا خَوفٌ ولا نَدَمُ
إنِّي رأيْتُكَ في نُسْكٍ وفي حَرَمٍ
كفُّ الضَراعَةِ فِيهِ الخَيْرُ والنِعَمُ
إنِّي تَبِعتُكَ في سِرٍ وفي عَلَنٍ
نَحْوَ الإلهِ وما زَلَّتْ بِيَ القَدَمُ
يا سِبطَ طهَ ونورُ الله تَحمِلُهُ
أنتَ السِراجُ وأنتَ البَيْرَقُ العَلَمُ
**************
قَدِمْتَ وعَهدٌ لكَ في رِقَابِهِمُ
أينَ العُهودُ وأينَ السيفُ والقَسَمُ
أَينَ الرِماحُ الزاهياتُ بِحامِلٍ
أينَ الوعودُ وأينَ النصرُ والهِمَمُ
غَدَروكَ يابن الأكرَمينَ وما انْحَنَتْ
مِنْكَ الرواسي الشامِخاتُ والقِمَمُ
وسَيَرى الخَلقُ مِنكَ يَومَ حَشْرِهِمُ
مَنْ في الخلائقِ أيُّ قَدْرٍ أعْظَمُ
**************
وزينبٌ تُعاتِبُ الأطلالَ تَسألُها
أين الأهِلَّةُ والأقمارُ والنُجُمُ
تَمشي وحَولَها الأطفالُ في ظَمَإٍ
تُسْقِي الدموعَ وفي أحشائها ضَرَمُ
تَمْشي على الصَحْراءِ والأَوجَاعُ تُتْعِبُها
كأنما الصبرُ من أحزانِها بَرِمُ
ودَمْعَةٌ عِنْدَ جُرْحِ الليلِ تَسْكُبُها
كأنَّما الأكوانُ فوقَ الضُلعِ تَنْهدِمُ
نادَتهُ زينبُ مِنْ رَوَاءِ دُمُوعِها
سَلامٌ لنَحْرِكَ ، عِنْدَ اللهِ نَخْتَصِمُ
مروان حسين فرَّان