السبت 05 تموز 2025 الموافق 10 محرم 1447
آخر الأخبار

ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع في صور: وردة رجاءٍ تُزهِرُ من بين الجراح

ياصور

في مساءٍ لا يشبه سواه، عَبَقَت مدينة صور بنسمةٍ سماويّة، واستقبلت ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، في محطّتها الأخيرة ضمن جولتها على أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك، بعد أن جالت على بلدات رميش، القليعة، اليونيفيل، وقانا. لقاءٌ كان أشبه بعرسٍ روحيٍّ في مدينةٍ متألمة، تتلمّس في قدّيسةٍ صغيرةٍ زهرَةً من السماء.

من على رصيف مرفأ صور، حيث يلتقي البحر بخشوع مع تراب المدينة الجريحة، انطلقت مراسم الاستقبال: أطفالٌ بلباسٍ أبيض كأنهم ملائكة، شبابٌ بأيدٍ مرفوعة إلى السماء، أخوياتٌ بأعلامها، كهنة وراهبات، مخاتير وأعضاء من البلدية، وجموعٌ مؤمنة تسير على ضفاف الرجاء. ومع قرع الأجراس وتعالي الترانيم، وصلت الذخائر محمولة على أكتاف شبيبة كاريتاس لبنان، متقدّمة موكبًا شعبيًّا مهيبًا نحو كاتدرائية القديس توما الرسول.

هناك، في قلب الكاتدرائية التي احتضنت هذا الحدث الإيماني، ترأّس سيادة المتروبوليت جورج إسكندر، رئيس أساقفة صور، القدّاس الإلهي، يعاونه الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، والإيكونومس بشارة كتورة، والأب ريشار فرعون، والأب جورج وهبه، وبحضور النائب العام الاب كامل إيليا، والارشمندريت الياس مايو، ورئيس دير ما أنطونيوس للآباء الفرنسيسكان الاب توفيق أبو مرعي، وخادم كاتدرائية سيدة البحار الأب يعقوب صعب، وخادمي رعيتي برعشيت وصفد البطيخ الاب سعيد أنطونيوس، كما شاركت الأخت ابتسام مطر مديرة مدرسة سان جورج – تبنين، وعدد من الراهبات، وأعضاء من اللجنة البطريركية للمرأة برئاسة الآنسة سنتيا غريب، إلى جانب فعاليات بلدية واختيارية.

في عظةٍ مؤثّرةٍ من القلب، خاطب سيادته المؤمنين قائلاً:

"نلتقي اليوم، لا كأفراد، بل كجماعةِ إيمانٍ تستقبل نعمةً من السماء. ذخائر القديسة تريزيا، التي ما أحبّت شيئًا بقدر ما أحبّت الله في صمت الخفاء، تأتي إلينا لا كزائرة من الماضي، بل كقوّةٍ حيّةٍ تحاكي جراحنا وتُشعل فينا من جديد نور الرجاء."

وأضاف: "صور، هذه المدينة الجريحة الواقفة عند حدود الأمل، تستقبل اليوم زهرةً نبتت في تربة الألم، وازدهرت بالبساطة والطاعة. ونحن في جنوبٍ يتأرجح بين الحرب والصلاة، نسمع صوتها يهمس فينا: لا شيء يضيع إن قُدّم بمحبة. لا دمعة، لا صلاة، لا صمت، لا ألم."

وأضاف: "فلنكن نحن التربة الجديدة التي تنبت فيها زهرة الطفولة الروحيّة، زهرة الإيمان الذي لا يتراجع، مهما اشتدّت العواصف."

وقد أقيمت سهرة روحية وسجود واعترافات وشارك المؤمنون بالتبريك وطلب الشفاعة، في مشهدٍ اختلطت فيه الدموع بالتراتيل، والرجاء بخشوع الأرواح. وباتت الذخائر ليلتها في الكاتدرائية.

وفي اليوم التالي، احتفل أبناء صور بقدّاس الشكر، قبل أن تُتابع الذخائر مسيرتها إلى بلدة مغدوشة، حاملةً معها عطر الصلاة، وحنان القدّيسة الصغيرة، التي قالت يومًا: "أريد أن أكون الحبّ في قلب الكنيسة."

IMG_9610
IMG_9611
IMG_9612
IMG_9613
IMG_9615
IMG_9617
IMG_9619
IMG_9621
IMG_9627
IMG_9631
IMG_9632
IMG_9634
IMG_9637
IMG_9638
IMG_9639
IMG_9641
IMG_9643
IMG_9646
IMG_9647
IMG_9648
IMG_9649
IMG_9651
IMG_9654
IMG_9657
IMG_9661
IMG_9667
IMG_9671
IMG_9673
IMG_9675
IMG_9676
IMG_9679
IMG_9681
IMG_9685
IMG_9686
IMG_9688
IMG_9690
IMG_9692
IMG_9694
IMG_9695
IMG_9697
IMG_9699
IMG_9701
IMG_9703
IMG_9704
IMG_9706
IMG_9707
IMG_9710
IMG_9713
IMG_9715
IMG_9718
IMG_9719
IMG_9720
IMG_9722
IMG_9724
IMG_9726
IMG_9733
IMG_9734
تم نسخ الرابط