أمل... ما بين معركة خلدة البطولية في حزيران 1982 وانتفاضة 6 شباط 1984واتفاق الطائف... بقلم المحامي ضياء الدين محمد زيباره
من تضخيم قوة العدو الصهيوني ؛ الى تحطيم أحلام اسرائيل وصورة العدو الذي لا يُهزم .
من مقولة قوة لبنان في ضعفه ، الى نظرية قوة لبنان في مقاومته .
من انعدام التوزان بين مكونات النسيج اللبناني وغلَبة مُكَوّن على آخر ، الى المساواة بين الجميع والمشاركة في القرار السياسي والإداري والوظيفي .
هذه هي حركة أمل بعد أن جاء من أقصى المدينة رجل يسعى اسمه الإمام السيد موسى الصدر وبعد أن أكمل مشروعه الرئيس المُعَلم نبيه بري .
عام 1975 أطلق الإمام الصدر أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) محدداً هدفها :
[ نحن نريد الجنوب صخرة تتحطم عليها أحلام اسرائيل ، وتكون نواه تحرير فلسطين وطليعة المحاربين ضد اسرائيل ] ( من كلام لسماحته بتاريخ 15\4\1974 ) مستعينا بكلام أمير الكلام (ع) [ ما همُنا أوَقَعنا على الموت أم وقع الموت علينا ] ، ليشكل انطلاقة جديدة للمقاومة مقرونة بالإيمان بالله وحتمية النصر .
كان لحركة أمل عدة محطات مفصلية أسست لنوع جديد من الصراع العربي الإسرائيلي وغيّرت وجه لبنان وحمَت السلم الأهلي ، أهم هذه المحطات :
1- معركة خلدة البطولية :
أظهرت وثائق سمح الجيش الإسرائيلي بنشرها في مثل هذا اليوم في 11\6\2015 ، أن العدو خطّط لاحتلال بيروت عام 1982 وليس اجتياح مساحة أربعين كيلو متر كما أعلنت حكومة العدو حينها ، إنما اصطدم مخططهم بالمعركة البطولية التي خاضها بَوَاسل حركة أمل فكانت هذه المحطة بداية إزالة الوهم العربي وإسقاط مقولة الجيش الذي لا يُقهر ، وتكرست هذه الواقعة بشكل عملي بعد العمليات النوعية والإستشهادية لأمل .
2- انتفاضة 6 شباط 1984 :
في ذلك التاريخ حققت حركة أمل وحلفائها هدفان :
الأول إخراج لبنان من الفلَك الإسرائيلي وتكريس مشروع المقاومة الذي خطط له الإمام الصدر ، والثاني رفع الظلم عن شريحة واسعة من اللبنانيين والمساواة في المواطَنة بعد أن كانت الدولة وبعض أجهزتها تُميز بشكل فئوي بين اللبنانيين .
3- اتفاق الطائف ( وثيقة الوفاق الوطني ):
كان لتضحيات حركة أمل ، وصوابية رؤية مؤسسها الإمام الصدر ورئيسها نبيه بري ، دور أساسي وفعّال في التوصل الى هذه الوثيقة ، وهي كرّست جزء كبير من رؤية الإمام الصدر للبنان ومن ذلك :
لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه.
لبنان عربي الهوية والإنتماء .
لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية .
لا تجزئة لا تقسيم ولا توطين .
الإنماء المتوازن للمناطق .
إذاً هذه الوثيقة كرست التوازن بين مختلف الطوائف والمشاركة فيما بينها في الحكم بعد أن كانت الغلَبة لفرقاء على آخرين .
هذا بعض ما قدمته حركة أمل للبنان ولجمهورها ، بتضحيات شبابها وبصيرة إمامها وحكمة رئيسها ، لا يسعنا ونحن في أجواء معركة خلدة البطولية التي قادها ثلةٌ من ابناء أمل ، إلا أن نوجه التحية لمن أسس لنقل لبنان من العصر الإسرائيلي الى عروبية الهوية والإنتماء ، ومن " لبنان لبعض ابنائه " الى " لبنان لجميع ابنائه " .