فيروس "الروتا" في لبنان.. هل هناك تفشٍّ خطير فعلاً؟

انتشرت خلال الأيام الماضية تحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن "تفشٍّ خطير" لفيروس الروتا في لبنان، خاصة بين الأطفال، ما أثار حالة من القلق بين الأهالي وتسبب بزيادة في التوجه إلى المستشفيات، إثر ظهور أعراض كالإسهال الحاد والتقيؤ وارتفاع الحرارة لدى الصغار.
لكن وزارة الصحة اللبنانية، وعددًا من الأطباء المتخصصين، سارعوا إلى التوضيح، مؤكدين أن الوضع لا يدعو إلى الهلع، وأن الإصابات المسجّلة تدخل ضمن النطاق الموسمي المتوقع للفيروس.
وفي حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أوضحت الدكتورة عاتقة بري، رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة، أنّه "منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية حزيران، لم تُسجَّل تغيّرات كبيرة في عدد الإصابات بفيروس الروتا، بحسب بيانات المختبرات والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية".
وأشارت إلى أن عدد الحالات المؤكدة بلغ حوالي 3000 إصابة من أصل 11 ألف فحص، أي بنسبة 22%، وهي نسبة تعتبر "متوقعة ومماثلة لما يتم تسجيله عادة في مثل هذا الوقت من السنة"، مشددةً على أن "الوضع لا يرقى إلى تفشٍّ وبائي".
وبيّنت بري أن الفيروس يظهر عادة في موسمين، الأول شتوي والثاني صيفي، وغالبية الإصابات تُسجّل لدى الأطفال دون سن الخامسة، مؤكدة أن "معدلات الاستشفاء لا تزال ضمن النطاق الطبيعي".
كما شددت على أهمية الالتزام بإجراءات النظافة، لا سيما غسل اليدين، وتنظيف الخضار، واستخدام مياه مأمونة، داعيةً الأهل إلى مراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض.
وأشارت إلى أن إعطاء الأطفال لقاح الروتا خلال الأشهر الأولى من حياتهم يساعد بشكل فعّال في الوقاية من الإصابة أو التخفيف من حدة العوارض.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الصحة العامة السابق في البرلمان اللبناني، الدكتور عاصم عراجي، أن الفيروس "معروف ويصيب الأطفال بشكل أساسي"، وقلما تكون الحاجة إلى الاستشفاء، إلا في حال وجود جفاف.
وأشار عراجي إلى أن السبب المرجّح لانتشار الإصابات هذا العام قد يكون "شح المياه أو تلوث بعض المصادر"، لكنه شدد على أن "الوضع ليس خطيراً ولا خارجاً عن السيطرة".
من جهتها، أوضحت الطبيبة المختصة بأمراض الأطفال، د. رانيا س.، أنّها عالجت خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 8 حالات مؤكدة لفيروس الروتا في أحد مستشفيات بيروت، وجميعها شفيت بعد عناية بسيطة وتعويض السوائل.
أما نادين م.، وهي والدة لطفل في الرابعة من عمره، فتقول: "أصيب ابني بإسهال وحرارة مفاجئة، وقلقنا كثيرًا بعد قراءة تحذيرات على الإنترنت، لكن الطبيب طمأننا بأن الوضع تحت السيطرة ولا يدعو للذعر".
ويبقى الوقاية، من خلال النظافة والوعي، هو السلاح الأهم في مواجهة الفيروس، فيما تؤكد الجهات الرسمية أن لا خطر وبائي يهدد صحة الأطفال في لبنان حاليًا.