الأربعاء 01 أيار 2024 الموافق 22 شوال 1445
آخر الأخبار

يترقّبها الصّغار ويحنّ لها الكبار... أصل وحكاية 'العيديّة'!

ياصور
" يرتبط العيد بمظاهر الفرح والبهجة والتكافل، وتأتي "العيديّة" في مقدّمة تلك الطقوس، حتّى باتت عنصرًا أساسيًا مرتبطًا بذاكرتنا وصورتنا عن العيد، فما هو أصل العيديّة؟ وكيف بدأت قصّتها؟.

العيديّة هي عادة إسلاميّة سنويّة، عبارة عن نقود أو هديّة أو حلوى وغيرها، تُعطى للأطفال في عيد الفطر المبارك وأيضًا في عيد الأضحى المبارك، وتعود هذه العادة العربيّة – الإسلاميّة إلى قرون قديمة.

عرفها المصريّون في عهد الدولة الفاطميّة، وكان يُطلق عليها مسمّيات مختلفة، مثل "الرسوم" أو "التوسعة"، إذ كان يحرص الفاطميّون على توزيع النقود والملابس الجديدة على عامّة الشعب وبخاصةٍ الفقراء خلال أيّام العيد، حيث أُطلق لفظ الـ"عيديّة" للمرّة الأولى في التاريخ عندما قام أحد خلفاء العصر الفاطمي، بزيادة رواتب المواطنين خلال الأعياد، وكان المواطنون ينتظرون أمام قصر الحاكم الذي كان يخرج عليهم لتوزيع الدراهم والدنانير الذهبيّة.

واستمرّت تلك العادة حتّى في العهد المملوكي، لكن تغيّر اسمها، إذ أُطلق عليها اسم "الجامكيّة"، وتعني النقود المخصّصة لشراء الملابس الجديدة، ثم حُرّفت الكلمة بعد ذلك إلى اسم "العيديّة".

وفي العصر العثماني، اختلفت طريقة تقديم العيديّة بشكل كبير، إذ أنّه بدلًا من أن يتمّ تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبيّة، أصبح يتمّ تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال.

إذن، العيديّة عادة إسلاميّة قديمة، ومع دخول الحقبة المعاصرة، استقرّ شكل العيديّة كما نعرفها اليوم، وطرأ عليها تغييرات جديدة، فأصبح من يقوم بتقديمها هو ربّ الأسرة والأبناء الأكبر سنًا من الأشخاص العاملين أصحاب الدخل، وأكثر المستفيدين من العيديّة هم الأطفال، ثم تأتي الزوجة، وبالرغم من أنّ العيديّة لها أشكالًا مختلفةً من الهدايا والألعاب والحلوى والملابس، إلّا أنّها أصبحت تُطلق تحديدًا على "المبلغ النقديّ".
تم نسخ الرابط