الجمعة 23 أيار 2025 الموافق 25 ذو القعدة 1446
آخر الأخبار

تسونامي سياسي أوروبي يربك إسرائيل... وأين العرب؟

ياصور

21\5\2025
أبو شريف رباح

بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قتل الأبرياء بقطاع غزة، وتوسع رقعة الدمار في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تلوح في الأفق ملامح تحرك أوروبي جريء قد يحدث زلزالا سياسيا في بنية الاحتلال ويزعزع استقراره الاقتصادي والسياسي.

فهذه أوروبا تتحرك بثقلها من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وفي تحول لافت بادرت هولندا بحشد دعم أوروبي لإعادة النظر في اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو تحرك غير مسبوق قد يفتح الباب أمام فرض عقوبات سياسية واقتصادية على تل أبيب، وفرنسا خرجت عن صمتها التقليدي إذ أكد وزير خارجيتها أن بلاده مصمّمة على الاعتراف بدولة فلسطين، مشيراً إلى أن "السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مستحيل دون عدالة ومساواة"، ورئيس الوزراء الفرنسي يقود بنفسه تحركات دولية لكسب الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية في خطوة ازعجت كيان الإحتلال الإسرائيلي.

كذلك صعدت بريطانيا لهجتها، فاستدعت السفيرة الإسرائيلية وابلغتها بتعليق مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع بلادها، كما وهددت بإتخاذ مزيد من الإجراءات ما لم يتوقف العدوان على غزة، حتى كندا التي لطالما دعمت إسرائيل دون تحفظ، أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في موقف غير مسبوق يعكس حجم التحول الجاري في المزاج السياسي الغربي تجاه القضية الفلسطينية.

الاحتلال في مأزق... والعرب في سبات؟

هذه المواقف الأوروبية أربكت المؤسسة السياسية الإسرائيلية، التي باتت تتخبط بين مواجهة الضغوط الدولية المتصاعدة ومتابعة عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، فالتسونامي السياسي بدأ يتشكل في الغرب، ويهدد بكسر جدار الدعم غير المشروط لإسرائيل ويعيد للقضية الفلسطينية حضورها في الأجندة الدولية.

في المقابل، تبدو المواقف العربية للأسف خجولة وهزيلة أمام حجم الكارثة، فقمة بغداد الأخيرة التي انتظرها الشعب الفلسطيني والشارع العربي علّها تأتي بموقف موحد وقوي، لم تسفر سوى عن بيانات باهتة لا ترقى إلى مستوى الدم المسفوك في غزة، ولا إلى معاناة أهل الضفة والقدس، وكأن القمة ولدت بـ"هزيمة سياسية"، لا تليق بتضحيات الفلسطينيين ولا بطموحات الشعوب العربية، الرسالة الفلسطينية إلى العرب والمسلمين، أوروبا قد بدأت تتحرك، فما بالكم أنتم؟ أوروبا ليست أكثر غنى، ولا أكثر قربًا لفلسطين منكم. فكيف لها أن تقود جبهة سياسية ضد الاحتلال، في حين تترددون أنتم في اتخاذ موقف موحد، فعّال، يضاهي هذه التحركات؟ فقد آن الأوان لقيادة عربية وإسلامية شجاعة، تطلق تسونامي سياسي عربي لا يتوقف حتى وقف العدوان، وفرض الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتقديم مجرمي الحرب للعدالة الدولية لينالوا جزاءهم العادل.

تم نسخ الرابط