"كارثة على لبنان"... قبلان يحذّر من السقوط في فخّ "هتلر لبنان"!

أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "لبنان يعيش لحظة مفصلية تفرض حماية مشروعه السياسي والوطني بعيدًا عن نزعة التبعية الإقليمية والدولية"، داعيًا إلى "عدم السقوط في فخّ النزعة الفاشية التي تهدّد الكيان والدولة"، ومشدّدًا على أنّ "لا أولوية اليوم تعلو على السيادة الوطنية والعيش المشترك".
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، رأى قبلان أنّ "القضية لم تعد مجرد مواقف، بل صارت مسألة وطن ووجود"، مشيرًا إلى أنّ "الارتزاق السياسي والوطني كارثة على لبنان، والسقوط في فخّ هتلر لبنان هو انتحار سياسي ووطني".
وتوقف المفتي قبلان عند التطورات الميدانية، قائلًا: "ها هي إسرائيل تنتهك صميم سيادة لبنان وتتمادى في اعتداءاتها، فيما بديل المقاومة غائب، والضمانات الدولية أوهام، والقرار السياسي مشلول، والضامن الأميركي ليس إلا شريكًا كاملاً لإسرائيل في عدوانها".
وانتقد قبلان بشدة تقاعس الحكومة اللبنانية، معتبرًا أنّها "تفتقر إلى الجرأة السيادية، وتتعامل مع مناطق الجنوب والضاحية والبقاع بإهمال وانتقام وكيدية، رغم أنها قدّمت تضحيات هائلة في سبيل السيادة".
وسأل: "كيف يمكن أن يبقى وطن إذا تُرك الركام على حاله، وتُركت هذه المناطق بلا خدمات ولا إنصاف؟ الأخطر أن يتماهى بعض المسؤولين مع الخطاب الإسرائيلي الأميركي، الأمر الذي يضع لبنان في مهب كارثة أهلية".
وفي رسالة مباشرة للسياسيين، قال المفتي قبلان: "اللحظة دقيقة، وحماية مشروع لبنان السياسي ضرورة وجودية. لا تراهنوا على الخارج، فالإقليم والعالم لن ينفعا إذا احترق البلد، ولا يظنن أحد أنه قادر على تحقيق ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه في حربها".
وحول المهام المطلوبة من الحكومة، دعا قبلان إلى "تثبيت الأرض، والقيام بعملية انتشال اقتصادي واجتماعي فعلية، وتعزيز اليد العاملة اللبنانية، وتطوير القطاع التربوي والصحي، وخلق فرص العمل، ومحاربة الجريمة، والحد من الفقر والمعاناة المعيشية"، مشدّدًا على أن "كل هذه الملفات لا تحتمل التأجيل".
وأشار إلى أن "لبنان لا تنقصه الإمكانات، لكنه بحاجة إلى برامج ومشاريع فورية على الأرض"، مؤكدًا أن "المصارف التي لعبت دور دراكولا خلال الأزمة المالية ما زالت تتمتع بحرية كاملة، فيما تُفرض قيود مثيرة على شركات تحويل الأموال، ويُمارس ضغط متزايد على المحافظ الإلكترونية، في ظل خضوع غير مبرر للوائح خارجية تهدف إلى خنق اقتصاد الكاش".
وفي ما يخصّ قضية الودائع، طالب المفتي قبلان بـ"استعادتها كاملة"، محمّلًا "المصارف ومصرف لبنان والدولة مجتمعةً مسؤولية ما جرى"، محذّرًا من أن "التلكؤ في هذه المسألة يعني خنق قدرة البلاد على التعافي والانتعاش الاقتصادي".
وفي ختام خطبته، وجّه المفتي قبلان "نصيحة للتاريخ"، معتبرًا أنّ "المنطقة فوق برميل بارود، والصراع الإقليمي يعيد رسم خرائطها. فتل أبيب تعيش تحت ضغط صواريخ اليمن، والأساطيل الأميركية تعترف بعجزها، والانسحاب الأميركي من جبهات المنطقة بات واقعًا لا جدال فيه".
وأضاف، "المنطقة من الخليج إلى فلسطين تتغيّر بقوة، ولا تعطي واشنطن أي أفضلية. لذلك، على اللبنانيين قراءة المتغيرات من خلال عجز تل أبيب في غزة ولبنان، وفشل أميركا في مواجهة اليمن، لأن الصمود والتأثير هما مفتاح المرحلة، لا التراجع والاستسلام".