في منطقةٍ لبنانيّة: حوالى الـ"1000 مبنى" مهدّد بالانهيار!

جاء في “نداء الوطن”:
انهيارات المباني القديمة والمتصدّعة في مدينة طرابلس تتوالى، وجديدها أمس حادثة سقوط مبنى لمدرسة قديمة ومهجورة، على الطريق المؤدية إلى قلعة طرابلس من دون تسجيل إصابات بشرية هذه المرّة.
دويٌّ قوي ومُرعب
صباح الجمعة سُمع دوي صوتٍ قوي، هزّ أرجاء طرابلس، من دون أن تُعرف بداية الأسباب، ليتبيّن لاحقاً أن سببه انهيار مبنى، ما أثار حالة من الهلع والخوف في صفوف السكان والأهالي، الذين وبعد معرفتهم بسبب الصوت القوي الذي دوّى في مدينتهم، تبادر بسرعة إلى أذهانهم وضع الكثير من المباني في طرابلس القديمة، والعديد منها لا يزال مأهولاً بالسكان.
ما حمى المدينة من حدوث كارثة، أن المبنى المنهار لم تتساقط أجزاؤه على الطريق المجاور، وإلا لكانت تسببت بأضرار بليغة مادية وفي الأرواح، سواء للمباني والمحلات القريبة أو للسيارات التي كانت تمر على الطريق الملاصق للمبنى المنهار.
هذه الحادثة أعادت مجددًا إلى الأذهان قضية قديمة جديدة، لم تجد لها فاعليات طرابلس، البلدية والسياسية والاجتماعية جميعها، أي حل حتى اليوم. إنها قضية المباني الآيلة للسقوط في طرابلس. أما الدولة اللبنانية وحكوماتها المتعاقبة، فلا تستجيب لنداءات أهالي طرابلس والأسر الأكثر فقرًا من أبناء المدينة، وهم يطالبون بإصلاح هذه المباني وترميمها أو حتى إزالتها لبناء منازل جديدة مكانها. هذا لسان حال الأهالي الذين لم ينسوا بعد حوادث الانهيارات المتتالية على مدينتهم، وحادثة سقوط سقف مبنى قديم في إحدى مدارس جبل محسن، ما تسبب بمقتل طالبة داخل صفها، وكذلك سقوط مبنى سكني على رأس طفلة أدى إلى مقتلها في منطقة «ضهر المغر»، وغيرها من الحوادث المشابهة.
وكان مسحٌ أجرته منظمة العفو الدولية العام الماضي، لفتت فيه إلى أنّ «آلاف الأشخاص في مدينة طرابلس يعيشون داخل أبنية غير آمنة، تشكل خطرًا على حقهم في سكن لائق وحقهم في الحياة، وسط لامبالاة الحكومة، بعد مضي أكثر من سنة على وقوع الزلازل المدمرة التي هدّمت أجزاء واسعة من تركيا وسوريا وألحقت أضرارًا بأبنية في لبنان». وبحسب هذا التقرير، فإن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في العام 2023، قد ضاعف من نسبة التصدّعات في المباني القديمة في طرابلس، وزاد من خطورتها.
بدورها تُحصي البلدية وبعض الجهات غير الحكومية، التي قامت بمسوحات سابقة للمباني المتصدّعة في طرابلس، ما يقارب الـ 1000 مبنى مهدد بالانهيار، أحوال أكثر من 300 مبنى منها سيئة للغاية، وهي مهددة بخطر الانهيار في أي لحظة. ويجدد سكان طرابلس مطالبهم للدولة والمعنيين، بضرورة الإسراع بتنفيذ خطة شاملة، تأخذ بعين الاعتبار، ترميم منازلهم التي تصلح للترميم، أو إعادة بنائها من جديد، ونقلهم لمساكن أكثر أماناً، خاصة أن حوادث انهيارات الأبنية تتوالى، ولا تلوح في الأفق أي بوادر تنفيذية تدفع بهم إلى حافّة الخوف على المصير إلى حافّة الاطمئنان.