قبلان: الحياد في هذه المعركة “حرام وخيانة”!

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن الإمام الحسين قدّم الوعي – وعي الحقيقة والوجود – أساسًا لأي مشروع ونهضة وموقف وخيار، مشددًا على أن الثورة لا تُعدّ ثورة حقيقية إلا إذا نهضت من أجل الحق، لا إذا تحوّلت إلى متراس للظالمين أو الفاسدين أو الطغاة، أياً كانت أشكالهم وأطيافهم.
وشدّد على أن جوهر ثورة الإمام الحسين يكمن في الوعي، وقداسة القيم، والإصرار على الحق، ورفض الاستبداد بكل أشكاله، معتبراً أن الحياد في هذه المعركة “حرام وخيانة وكارثة دينية ودنيوية”، وأن هذه الثورة ليست مجرّد لحظة تاريخية بل قضية ممتدة بحجم الرسالة النبوية والحق الإنساني.
وانتقل قبلان إلى الوضع الإقليمي، فرأى أن المنطقة تمرّ بأزمة عميقة، مشيرًا إلى أن الحرب الإيرانية – الأميركية والإسرائيلية كشفت هشاشة إسرائيل أمام الصواريخ الإيرانية الثقيلة، وأن أدوات المواجهة قد تبدّلت لكن الردع الإيراني لا يزال فاعلًا. واعتبر أن مشروع الهيمنة على الشرق الأوسط اصطدم بالقوة الإيرانية، مؤكدًا أن لبنان جزء من هذه الخارطة، وأن لا شيء يفوق أهمية الوحدة الوطنية ومنع الفتنة الداخلية.
وهاجم ما وصفه بـ”الأبواق السياسية المتصهينة”، معتبراً أنها تمسّ جوهر قوة لبنان، محذرًا من الاعتماد على “الضامن الأميركي” الذي كشف عن كارثة سيادية. وأكّد أن مجلس الأمن تحوّل إلى “مذبح أممي” لحقوق الشعوب، داعيًا الدولة اللبنانية إلى الشجاعة وشيء من الجرأة بدلًا من الاستسلام.
وختم بالتشديد على أن لبنان “عائلة تاريخية وطنية مصيرية”، وأن الإسلام والمسيحية يشكلان قيمة تأسيسية وروحية لهذا البلد، معتبرًا أن المنطقة مقبلة على أزمات نارية، والحلّ يكمن في حماية لبنان ووحدته الداخلية، لأن لا شيء يعلو على العائلة الوطنية والقيمة السيادية للبلاد.