الأربعاء 09 تموز 2025 الموافق 14 محرم 1447
آخر الأخبار

برّاك: لا اتفاق نهائي بعد... والكرة في ملعب اللبنانيين

ياصور

اكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان توم برّاك، في مقابلة مع قناة الـ"LBCI"، أن زيارته إلى بيروت تأتي بدافع "براعة رجل واحد وشجاعته، هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أن مهمته تندرج ضمن إطار مساعٍ دبلوماسية يقودها البيت الأبيض لدفع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" إلى خواتيمه.

وقال برّاك: "موقفي هو موقف غير لبناني على الإطلاق، فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة. هذا يُعدّ بمثابة الضربة القاضية للعمل الدبلوماسي، ومن باب الاحترام للطرف المقابل، لا يمكنني أن أفعل ذلك".

 

وأوضح أن الولايات المتحدة لا تفرض أي شيء على اللبنانيين، وأضاف: "نحن لا نطلب شيئًا، بل قلنا للبنانيين: إذا أردتم مساعدتنا فنحن هنا لنرشد ونساعد، ولن نتدخل في سياستكم. وإذا كنتم لا تريدوننا، ببساطة، سنعود إلى بلدنا".

 

ولفت إلى أن الاتفاق المقترح "ليس نهائيًا بعد، ولا يزال في طور التباحث"، مشيرًا إلى أن "أي اتفاق سيُعرض ضمن الآليات الدستورية المعتمدة محليًا، عبر الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة".

 

ورداً على سؤال حول كيفية حل "مشكلة حزب الله"، قال برّاك: "هذه مسألة لبنانية، وليست شأناً عالمياً. الأميركيون صنفوا الحزب منظمة إرهابية من الناحية السياسية، وإذا عبث مع الولايات المتحدة عسكريًا، فسيواجه مشكلة واضحة".

 

وأضاف أن موقف بلاده يقوم على "مبدأ واضح وبسيط لطالما أكده ترامب ووزير الخارجية: بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد"، مشيرًا إلى أن "هذا المبدأ لا يشمل سلاح حزب الله فقط، بل أيضًا سلاح الفلسطينيين وكل الميليشيات المسلحة".

 

وشدّد على أن بلاده مستعدة لدعم أي مسار داخلي يقرره اللبنانيون لـ"نزع السلاح"، إن حصل ذلك عبر قرار سياسي جامع. وأضاف: "نحن لن نفرض هذا الخيار بالقوة، بل سندعم اللبنانيين إن اختاروا هم ذلك".

 

وفي ما يخص المساعدات الخليجية، كشف برّاك أن دول الخليج "جدّدت التزامها بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والطائفة الشيعية، بشرط أن يترافق ذلك مع اتفاق حقيقي، يشمل جداول زمنية واضحة، ومهلاً واقعية، وخطة حقيقية لنزع السلاح، ليس بالضرورة بأسلوب عدواني".

 

وعن المواقف الرافضة لتسليم سلاح "حزب الله"، كتصريح الشيخ نعيم قاسم، قال برّاك: "هذا جزء من التفاوض اللبناني التقليدي. إنها مفاوضات مستمرة إلى أن يكون الجميع مستعدين فعلاً لإبرام اتفاق حقيقي".

 

وعن تقديره للأداء اللبناني الرسمي، أعرب عن إعجابه بجدية الرؤساء الثلاثة، قائلاً: "الطريقة التي تسلّمنا فيها الرد الرسمي كانت مذهلة، إذ لم تُسرّب، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير في السياق اللبناني".

 

وفيما نفى وجود تهديدات أميركية، شدّد على أن "المنطقة تمرّ بمرحلة تغيير كبرى، وعلى اللبنانيين اغتنام اللحظة"، وقال: "إذا لم ترغبوا في التغيير، فقط أخبرونا... لن نتدخل".

 

كما نفى بشكل قاطع التقارير الصحافية التي تحدثت عن تسليم طرابلس والبقاع لسوريا، وعلّق بالقول: "هذا خيال... كارتون".

 

وختم المبعوث الأميركي حديثه بالتأكيد على أنه سيعود إلى لبنان خلال أسبوعين، قائلاً: "إذا تحقق تقدّم خلال هذه الفترة، ونال القبول السياسي اللازم، فستكون هذه معجزة... وأنا واثق من ذلك".

تم نسخ الرابط