الجمعة 11 تموز 2025 الموافق 16 محرم 1447
عاجل
آخر الأخبار

الشاب يوسف شهاب قضى دهسًا.. بقي ينزف وحيدًا وسط الطريق لأكثر من 45 دقيقة!

ياصور

فُجِع أبناء منطقة رأس بيروت وأصدقاء الشاب يوسف شهاب بخبر وفاته المفجع، إثر حادث دهس مروّع تعرّض له على أوتوستراد الدورة في العاصمة بيروت، بعدما صدمته شاحنة من نوع "تريلا" ولاذت بالفرار، تاركةً إياه ينزف وحيدًا وسط الطريق لأكثر من 45 دقيقة من دون أي تدخل طبي طارئ.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، وقع الحادث مباشرةً مقابل مركز تابع لفوج إطفاء بلدية بيروت، ما أثار موجة غضب واستنكار عارمة، خصوصًا أن المفارقة الصادمة تمثّلت في غياب سيارة إسعاف عن هذا المركز، ما حال دون تقديم أي إسعافات أولية كان من الممكن أن تُنقذ حياة الشاب. هذا التأخير القاتل، الذي دام ما يقارب الساعة، شكّل صدمة مضاعفة لكل من شهد المأساة.

يوسف، الشاب العشريني المعروف بين أصدقائه بلقب "الدراج البشوش"، رحل بطريقة مأساوية وصادمة. كان مثالًا للشاب الخلوق، المحبوب من الجميع، بابتسامته التي لا تفارقه، وروحه الطيبة التي تركت أثرًا لا يُمحى في محيطه. خبر وفاته اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نعاه أصدقاؤه وأحباؤه بكلمات حزينة ومؤلمة عبّرت عن هول الفاجعة.

التحقيقات جارية... وغضب شعبي من الإهمال البلدي

في السياق، أفادت المعلومات أن القوى الأمنية حضرت إلى مكان الحادث فور التبليغ، وفتحت تحقيقًا بالواقعة، وبدأت عمليات تتبّع لسائق الشاحنة الهارب بهدف توقيفه ومساءلته. وفي المقابل، تتصاعد المطالبات بمحاسبة الجهة المسؤولة عن إهمال تجهيز مراكز الطوارئ بالحدّ الأدنى من الإمكانيات اللوجستية.

وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت"، قال أحد أصدقاء الراحل: كيف لعاصمة مثل بيروت، بموازنة تُقدّر بالمليارات، أن تفتقر لأبسط أدوات الإنقاذ؟ لماذا لا يملك فوج الإطفاء سيارة إسعاف واحدة على الأقل؟"

وأضاف بأسى: "العناصر الموجودون لم يقصّروا، لكنهم كانوا عاجزين بلا معدّات، فيما البلدية لم تؤمّن لهم حتى الحد الأدنى من الوسائل المطلوبة للتدخّل السريع."

ووصف ما يجري داخل بلدية بيروت بـ"الفضيحة"، مشيرًا إلى أن الإهمال والفساد لم يعودا استثناءً، بل تحوّلا إلى قاعدة ثابتة. وحمّل البلدية والدولة اللبنانية مسؤولية هذا التقصير القاتل، مطالبًا بفتح تحقيق شفاف وسريع، ومحاسبة كل من يستهتر بحياة الناس. وختم بالقول: الصمت في مثل هذه القضايا جريمة. لم يكن يوسف الضحية الأولى، ولن يكون الأخير ما دام الإهمال هو الحاكم."

ردّ فوج إطفاء بيروت...

وللوقوف على حقيقة ما جرى، وما إذا كان مركز فوج إطفاء بلدية بيروت يفتقر فعلًا إلى سيارة إسعاف، تواصل "ليبانون ديبايت" مع رئيس شعبة العلاقات العامة في الفوج، النقيب علي نجم، الذي نفى هذا الأمر، مؤكّدًا أن للمركز سيارة إسعاف، إلا أن بابها تعطّل قبل يوم من وقوع الحادث، وهي بحاجة إلى تصليح.

وأوضح نجم: "نحن تابعون للدولة، وهناك إجراءات إدارية محددة يجب اتباعها لتقديم طلب التصليح".

وأضاف: "هناك أيضًا سيارة إسعاف أخرى قُدّمت كهبة، إلا أننا لا نزال بانتظار تسجيلها رسميًا لاستلامها". كما أشار إلى أن "المركز سيحصل قريبًا على خمس سيارات إسعاف جديدة، بالإضافة إلى 15 سيارة إطفاء، جميعها مقدّمة كهبة".

وأشار إلى أن عناصر الفوج "تدخلوا فور وقوع الحادث، وبقوا إلى جانب الضحية حتى وصول فرق الصليب الأحمر التي تولّت المهام الإسعافية".

ولفت نجم إلى أن "فوج الإطفاء يضم عناصر خضعوا لدورات في الإسعافات الأولية، لكن لا يمكنهم تنفيذ تدخلات طبية متخصصة على الطرقات لعدم توفر الإمكانيات التقنية والطبية اللازمة"، موضحًا: "نحن جهاز إطفاء بالدرجة الأولى، ولسنا وحدة طوارئ صحية".

وختم نجم بالتأكيد أن "فوج الإطفاء مؤسسة تابعة للدولة اللبنانية، ولا يمتلك مداخيل مستقلة، وكل خطوة تتعلّق بالصيانة أو تأمين التجهيزات تمر عبر موافقات إدارية من محافظ بيروت، وتخضع لقانون الشراء العام".

تم نسخ الرابط