الحق... اكبر إرهابي وعدو... بقلم جعفرقرعوني

فإذا كان الحال هكذا مع إمام المتقين والقسطاس المستقيم والحاكم بعدل الله ورسوله، فما بالكم مع الذين هم لاشيء امامهم من امثالنا؟
يعني ان كان علي يخسر الصديق بسبب الحق مثلا في خلال شهر أو سنة، فنحن نخسره في ساعة. وهذه مجربة فعلا.
وفي هذا الزمن الرديء، لم نعد نعرف عن معنى الاخلاص والوفاء، وبلغ الاستكبار عند الناس مبلغا مخيفا. وهذا بسبب الماديات وغرورها، والمراكز وغطرستها.وينسى هؤلاء أن لا نعيم ولا مركز ولا غرور يستحق التعالي لاجله، ذلك أنه يزول وأنه خلعه علينا عبد ضعيف فقير مثلنا، وأهم من هذا هو أنه قد يسره الله الذي هو أغنى واقنى وهو الذي امات وأحيا.
فلو حارب الناس غرورهم الفارغ ورهجة الدنيا في عيونهم وانخداعهم بها لزالت الغشاوة التي تحجب عنهم صورة الحق.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. ولا تدع الدنيا تأكل قلوبنا.
جعفرقرعوني