سلطان العدالة في مواجهة سلاطين الرذالة .. بقلم الأستاذ عدنان ح. أبو خليل
تاريخ النشر : 18-01-2023 12
في مشفى خاص بمدينة Sicily الإيطالية ، وبعد حوالي الثلاثين عام من الملاحقة، تم إلقاء القبض على الفار من وجه العدالة الأول في البلاد Matteo Messino Denaro، لضلوعه مع المافيا الإيطالية الذائعة الصيت The Cosa Nesta، في مقتل المدعي العام Giovanni Falcone ومساعده Paolo Borsellino في العام 1992.
كان إغتيال المدعي العام تأثيرا" كبير ووقع عميق على الراي العام الإيطالي بمعظمه، لكونه أول من تجرأ بشجاعة على فتح ملفات الفساد المستشرية آنذاك وملاحقة زعماء المافيا المنظمة في البلاد. وبنتجة العمل الدؤوب والمثابرة ، وبمؤازرة شرائع المجتمع المختلفة والمتعددة، تمكنت السلطات القضائية والأمنية والتشريعية من إسئتصال جذور المنظومة المافيوية إلى حد بعيد ونجحت في إسترجاع الأموال العائدة إلى خزينة الدولة والمرتبطة بالتهرب الضريبي والإتجار بالمخدرات والممنوعات.
اليوم، ينظر الإيطاليين إلى المغفر له Giovanni Falcone وفريق عمله باعتزاز كبير، ويعتبرون إنجازاته نقطة تحول هامة في مسيرة العدالة وإستعادة هيبة القانون وحقوق وسيادة الدولة. وبناء" عليه Mr. Giovanni Falcone يُعرف اليوم ، وبجدارة، ب " سلطان العدالة"
إلى لبنان تتوجه تباعا" هذه الأيام طلائع الوفود القضائية الأوروبية للإستماع إلى إفادات مسؤولين في القطاع المالي، نتيجة إستنابات قضائية ذات صلة بعمليات تبيض الأموال على أراضي تلك الدول.
مع اليقين القاطع بأمكانية وإستطاعة المجتمع الدولي ( إذا حسنت النوايا) تحديد وتعقب كل من حول أمواله الغير شرعية إلى الخارج عبر نظام Swift، وبغض النظر عن صحوت الضمير والدوافع والحجج والمبررات والأسباب لقدوم لجنة التحقيق الأوروبية ، ولحين إنشاء نظام قضائي عادل مستعد أن يتحمل المسؤولية ، وبشجاعة Mr. Giovanni Falcone ، ويبادربدون تلكأ إسترداد حقوق الشعب المنهوبة ومعاقبة المرتكبين، لا يمكننا إلا أن رفع القبعة والتمني بان تتكل جهود لجنة التحقيق هذه إلى ما يصبو إليه كل مودع تبددت مدخراته التي جمعها بالعرق والدموع والدماء.
وعن إنتهاك السيادة الوطنية، كما يدعي البعض، يقول جورج غالاوي:
هنالك من يلقون بإنفسهم في الأعلام وينفخون بوق الوطنية والسيادة كوسيلة لخداع الشعب.
ويبقى علينا دائما أن نتذكر ما قاله إبن خلدون: " غياب القضاء يفضي إلى نهاية الدولة."

   

اخر الاخبار