فليتحملوا المسؤولية .................. بقلم الاستاذ مهدي عقيل

وطالما إستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين تبقى بعيدة المنال في بلد يحكمه زعماء الطوائف ومن خلفهم مرجعياتهم الدينية، الذين لا تصدح أصواتهم إلا في الدفاع عن مواقع هذه الطائفة أو تلك، ولا ضير إن شغل هذه المواقع فاسدين، ويمنعون المس بهم أو تغييرهم حتى.
في هذا الواقع المزري الذي نعيش، وللخروج مما نحن فيه، نقترح الآتي:
طالما المسؤلية ليس على الطليان، بل كل الأحزاب التي شاركت بالسلطة هي المسؤولة بالدرجة الأولى، أضف إليها حزب "المصرف"، وأصحاب المؤسسات الكبرى الذين إمتهنوا التهرب الضريبي، ومقاولي مشاريع الدولة المحظيين، الذين كانت ترسي عليهم المشاريع بلا مناقصات ولم يحزنون، وبأرقام خيالية بلا حسيب وبلا رقيب.
نقترح أن يُقدم هؤلاء، ولمرة واحدة، لحفظ ما تبقى من ماء في وجوههم، على المساهمة بنسبة ما، مما جنوه طيلة تواجدهم في السلطة، لإنقاذ البلد الرازخ تحت دين عام ثمة إستحالة في تسديده. فإذا حزب الله قالها بالفم الملآن أنه على استعداد لتحمل جزء من المسؤولية، فيما الباقون هم الأولى بتحمل المسؤولية.
وعليه، فلتتوزع المسؤولية على الجميع، أقله أن يتحملوا ٥٠٪ من الأزمة. إذ ليس من العدل ولا المنطق أن يتحمل المواطن ما جنته أيديهم.
ذلك المواطن الذي تفانى في الدفاع عن بلده، ولم يبخل بروحه ولا بماله كرمى لهذا الوطن ليبقى حرًا وعزيزًا، حيث قدم قافلة من الشهداء في سبيله. لا يعقل أن يخسر كل شيء بسبب حفنة من الفاسدين الساقطين.
وفي هذا السياق، لا يمكن أن نرمي بالمسؤولية على حكومة حسان دياب "المكبلة" بأحزاب الموالاة والمعارضة على السواء، ولا يحلمنَّ أحد أنه بمقدور هذه الحكومة أن تحاسب أحد. من لم يستطع ملء المواقع الشاغرة في أكثر من مؤسسة لن يكون بمقدوره محاسبة الفاسدين وإستعادة الأموال المنهوبة، التي سوف تبقى استعادتها أضغاث أحلام لو قامت مئة ثورة في بلاد الأرز.
إنه مجرد أقتراح وحسب، وأملي بالإستجابة كأمل إبليس بالجنة!!.
مهدي عقيل...٢٠٢٠/٠٥/٢٢.