الأزمة الاقتصادية تتفاقم في لبنان: بيع ذهب نسائهم لقبض دولارات 'طازجة' ... فكم يستفيد تجار المعدن الأصفر؟!

وهنا تساوى اللبناني المتوسط الحال مع اللبناني الميسور في الوقوف صباحاً عند باب المصرف لاستجداء المبلغ الأسبوعي الذي يحقّ له. ومَن أراد القيام بتحويلات بالدولار الى الخارج لأبنائه الذي يدرسون في بلدٍ غربي، أو للقيام باستيراد المواد التي طالما تاجر بها، عليه أن يصرف يومه بين الدوائر الرسمية ليستحصل على الأوراق القانونية المختومة التي تثبت أن له ولداً في الخارج أو مورداً يحتاج الى عملة صعبة لتسهيل تجارته. ومَن لا يستطيع لذلك سبيلاً يقف ساعات أمام باب الصرافين الشرعيين أو في زواريب صرّافي السوق السوداء للحصول على الدولار بأسعار خيالية تفوق قدرته الشرائية بأضعاف.
هذا الشحّ المالي دَفَعَ بالمواطن اللبناني الى البحث عن سبل تساعده في تحصيل بعض المال لتأمين معيشته فوجد الحلّ في بيع ما يملكه من مجوهرات ذهبية في ظل "إعلانات" على الهواتف تصله وتُغْريه بدولاراتٍ طازجة وبأسعار "تستدرجه" مستفيدة من ارتفاع قيمة المعدن الأصفر عالمياً. وهكذا بات شائعاً أن يستعير مواطن أساور زوجته وعقودها ويمدّ يده حتى الى شبكة خطوبتهما ليحملها الى تاجر ذهب صغير يشتريها منه بالدولار نقداً، ليعود (التاجر) فيبيعها الى تاجر أكبر ويربح منه بضعة دولارات لكل غرام من الذهب حتى يقوم هذا الأخير بتسييلها وصبّها سبائك يحملها الى تجار الذهب في أوروبا ويبيعها نقداً بأسعار مرتفعة بالعملة الصعبة.