السبت 05 تشرين الأول 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
آخر الأخبار

حزب الله.. بعد 'الكحالة' كما قبلها! بقلم د. مهدي عقيل

ياصور
 عند كل حدثٍ أمني أو استحقاق سياسي يحاول الفريق المناوئ للمقاومة النيل منها وتحميلها تبعات كل ما يجري، ولا يتورّع عن تلفيق الأخبار والأحداث ورسم سيناريوهات غريبة، عجيبة، علّه يصيب فيها مقتلاً ويُغيِّر بقواعد اللعبة الداخلية.
 
هذه السمفونية عمرها يزيد عن عقدين من الزمن، خصوصًا بعد فشل محاولات ضرب المقاومة من الخارج في حرب تموز 2006، وعدم قدرة العدو على معاودة الكرّة، "الذي بات يخشى، اليوم، أية مواجهة مع المقاومة، حتى لو في جبهة الجولان أو غزة أو الضفة.. لذلك لجأ إلى أدواته الداخلية، علّه يحقق مراده، لكن هذا لن يتحقق".
  
كل التهويل والوعيد الذي سمعناه إثر حادثة الكحّالة عن مواجهة المقاومة على الأرض غير وارد، و"هم أعجز من أن يقطعوا خطوط إمداد المقاومة، حاولوا مرارًا وتكرارًا قطع طريق الجنوب وفشلوا".
 
المقاومة لم تغير قواعد اللعبة في الداخل، ولن تسمح بتغييرها، و"ما قبل حادثة الكحّالة كما بعدها، وما هي إلا حادثة عرضية اضطررنا فيها إلى إطلاق النار خوفاً من تصفية باقي الأخوة الذين كانوا متواجدين هناك.. نحن لا نستخدم السلاح مع أهلنا، وحادثة 7 أيار استثناء، ولها ظروفها الاستثنائية"
كل شيء سيعود كما كان، و"حمولة الشاحنة ستعود إلى أصحابها"، علماً "أن قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدنا بتسليمها في ليلة الحادثة، بحيث يجري نقل الشاحنة إلى الضاحية الجنوبية بعد رفعها، لكن ضغوطات داخلية وخارجية عليه حالت دون ذلك.. وثمة من يسعى إلى تثبيت قاعدة جديدة، تسمح للجيش بنصب حواجز ومصادرة أسلحة المقاومة، وهذا ما يرفضه "حزب الله" جملة وتفصيلاً، وما على قائد الجيش إلا أن يلتزم بما ينص عليه البيان الوزاري تجاه المقاومة وحسب".
  
مع الإشارة إلى أن عمليات نقل أسلحة المقاومة داخل الأراضي اللبنانية ليس جديدًا، عمره من عمر المقاومة، ولا يمكن للحزب أن يتهاون فيه، وإن المسّ بسلاح الإشارة عام 2008، والذي أدى إلى ما حصل في 7 أيار، ليس أخطر من المسّ بخطوط إمداد المقاومة، المسألة بالنسبة للحزب حياة أو موت، وليس تفصيلاً يمكن معالجته بتسويات واتفاقات على الطريقة اللبنانية.
 
يتساهل حزب الله ويتعاطى بحكمة وروية مع الحملات السياسية التي تشنّ ضدّه على مدار الساعة، "هذا أمر مشروع، أما التعرّض لسلاح المقاومة أو اللعب بأمن البلد هذا خط أحمر، غير مسموح تجاوزه لأي كان".
  
اعتاد الحزب على تناوله في كل قضية أو إشكال يحصل في البلد، التهمة جاهزة والبروباغندا الإعلامية على أهبة الاستعداد، خصوصًا المتلفزة منها، والتي باتت متخصّصة بالتحريض وبث الفتنة بين أبناء البلد الواحد.
الكحّالة وأبناء الكحّالة هم ضحية هذا التأجيج الإعلامي والسياسي الذي يمارسه أصحاب الرؤوس الحامية غير الآبهين بعواقب الأمور، وجلّ ما يقمون به، صباح ومساء، استهداف حزب الله وربطه بكل مشاكل وأزمات البلد، ولا يفقهون حرف واحد من أسس وقواعد العمل السياسي.
 
الخلاف بالسياسة دليل صحة وعافية، وليس السياسة التي تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباها، وحزب الله من جهته، لن يتخلى عن لغة الحوار والتلاقي مع كافة الأطراف اللبنانية، لا سيما "أن الحوار مع التيار الوطني الحر ما زال قائمًا ومستمرًا، ولم يتأثر بحادثة الكحّالة"، وعن ارتفاع أسهم قائد الجيش في موضوع الرئاسة بعد تعاطيه المسؤول في الكحالة، يجزم قيادي رفيع في حزب الله ل"لأفضل نيوز": "ليس ثمة ربط بين هذا وذاك".
تم نسخ الرابط